جدد المغرب، أول أمس الثلاثاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأكيد "التزامه الراسخ" بمواصلة برامج التعاون والتضامن مع البلدان الإفريقية على أساس شراكات مربحة للجميع، داعيا المجتمع الدولي إلى إيلاء "أهمية خاصة" لإفريقيا، المنطقة "الأكثر هشاشة". وقال سفير المغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، إن المملكة "تجدد التأكيد على التزامها الراسخ بمواصلة برامج التعاون والتضامن مع البلدان الإفريقية الشقيقة في إطار تعزيز التعاون جنوب-جنوب، وعلى أساس الشراكات المربحة للجميع". وأكد السفير، الذي كان يتحدث في إطار جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة خصصت لمناقشة تقرير الأمين العام حول أنشطة المنظمة الدولية، على "أن قضية التنمية ينبغي أن تظل في صلب الانشغالات، مع مواكبتها بتدابير عاجلة ترمي إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، بهدف الاستجابة بشكل أفضل للتحديات العالمية التي نواجهها جميعا اليوم". وأبرز هلال أن إفريقيا ما تزال "المنطقة الأكثر هشاشة وتضررا من الكوارث الطبيعية والفقر والمجاعة والأمراض، خاصة فيروس فقدان المناعة المكتسبة (سيدا)، وآخرها وباء إيبولا وآثاره المدمرة، فضلا عن النزاعات المسلحة والإرهاب"، داعيا الأممالمتحدة إلى مواصلة "إيلاء أهمية خاصة إلى الصعوبات التي تواجهها البلدان النامية، خاصة لإفريقيا، والتي تتطلب عملا أكثر التزاما من جانب كافة الشركاء، من أجل مساهمة أكبر لانبثاق عالم يسوده السلام الدائم والرخاء المشترك ". وأشار هلال إلى خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي وجهه إلى الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي قال فيه جلالته "إن العالم اليوم في مفترق الطرق. فإما أن يقوم المجتمع الدولي بدعم الدول النامية، لتحقيق تقدمها، وضمان الأمن والاستقرار بمناطقها، وإما أننا سنتحمل جميعا، عواقب تزايد نزوعات التطرف والعنف والإرهاب، التي يغذيها الشعور بالظلم والإقصاء، والتي لن يسلم منها أي مكان في العالم". وفي هذا السياق، شدد السفير على أن "منظمتنا مدعوة للقيام بنقد ذاتي من أجل أن تكون في مستوى الدور الذي أسند إليها من طرف مؤتمر سان فرانسيسكو". وأوضح أن انتشار الإرهاب يشكل مبعث قلق للمجتمع الدولي ويتطلب تضافر جهود الجميع للقضاء عليه، مشيرا، في هذا الصدد، إلى "المساهمة الفعالة" للمملكة في كافة المبادرات الرامية لمكافحة الإرهاب، والتي أشاد بها المجتمع الدولي. وخصصت لجنة مكافحة الإرهاب، الأسبوع الماضي، جلسة كاملة لاستعراض التزام المغرب الطويل الأمد وتجربته في مجال مكافحة التحريض على ارتكاب الأعمال الإرهابية بدافع التطرف واللاتسامح. وذكر السفير بأن المشاركين المغاربة الرفيعي المستوى سلطوا الضوء، خلال هذا اللقاء، على الدور الذي يضطلع به المغرب في مجال مكافحة التطرف العنيف من خلال نهج مقاربة شاملة تتمحور حول ثلاثة أبعاد: التكوين والتنمية والأمن. وأضاف السفير أن "تعاون المغرب مع البلدان الإفريقية الصديقة، من أجل تكوين الأئمة وفق مبادئ الاعتدال التي يدعو إليها الإسلام، حظيت بالإشادة من قبل القادة الدينيين القادمين من مالي وكوت ديفوار وغينيا وموريتانيا". كما أكد هلال، خلال كلمته، على انخراط المغرب في عمليات حفظ السلام والتي تعود إلى سنة 1960، والتي تتمثل اليوم في نشر أزيد من ألفي جندي في القارة الإفريقية، بكل من كوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث جرى تعزيز مساهمة المملكة المغربية، من خلال نشر تجريدة مغربية في بعثة الأممالمتحدة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا). وخلص السفير إلى أن "هذا الالتزام المستمر، يعكس الإرادة الراسخة لبلدي لتعزيز مفهوم الأمن الجماعي، الذي يوجد في صلب مهمة منظمتنا".