اختار موقع " Adioso" العالمي للأسفار المتخصص في تحديد أفضل الوجهات السياحية بالعالم، ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش، في المرتبة الثانية ضمن أفضل عشر ساحات بالعالم. وعادت المرتبة الثانية لساحة "Ratchada Night Bazar" في بانكوك بالتايلاند، وحلت ساحة "Ningxia Night Market" بالتايوان في المركز الثالث عالميا. وتعرف ساحة جامع الفنا القلب النابض لمدينة مراكش، التي شكلت على مر العصور مادة ملهمة للشعراء والأدباء والمؤرخين والمبدعين من خلال بعدها الثقافي الرمزي، حركة ونشاطا غير عاديين طيلة السنة. ويمكن لزائر ساحة جامع الفنا، التي جرى تصنيفها تراثا شفويا للإنسانية من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، أن يلاحظ تباين الحلقات وصانعي الفرجة واختلاف الألوان والأشياء، إذ يعتبرها البعض ساحة العجائب والبعض الآخر يرى فيها الساحة التي لا يخرج منها الزائر جائعا، وآخرون يرون فيها ملتقى الثقافات الشعبية من السحر الاستعراضي إلى سحر المشعوذين ورجم الشوافات ومسرحا فنيا يختلط فيه الغناء الكلاسيكي بالغناء الشعبي بمختلف ألوانه، ومعرضا للوحات فولكلورية تتشكل من غناء الروايس وعيطة الحوزي ودندنة كناوة، بالإضافة إلى أنها حلبة للألعاب البهلوانية ومداعبة القردة. وتتوفر ساحة جامع الفنا العفوية التي ألهمت قريحة الكثير من الكتاب والفنانين، على كل أنواع الفرجة تجعل زائرها يستمتع بجو خاص بإيقاع طبول كناوة هناك وعبيدات الرما هنا وغير بعيد مجموعة "ناس الغيوان" النسخة طبعا وليس الأصل. ويظل فضاء ساحة جامع الفنا، التي ألهمت قصصه الشعبية والدينية المقتبسة من التقاليد الأمازيغية والكناوية والعربية الكثير من الأعمال الأدبية والروائية، أكثر الساحات في المغرب نبضا بالحيوية والحركة، حيث تجمعت عربات ملئت بالبرتقال وأخرى بالفواكه الجافة ونساء قدمن من أنحاء مختلفة لبيع سللهن ورواة قصص شعبية وعازفون وراقصون وعرافون، في مشهد يتكرر مساء كل يوم. وحسب محمد طاطا أحد رواد الحلقة بساحة جامع الفنا، ومن المدافعين عن التراث الشفوي والموروث التاريخي، لساحة جامع الفنا بعد تصنيفها تراثا لاماديا للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو، فإن ساحة جامع الفنا قبل أن تكون فضاء للمتعة والفرجة والأكل، هي رمز وصفحات وعناوين لتاريخ طويل من التراث الإنساني والأسماء التي بصمتها بكثير من الممانعة والاستعصاء عن الوصف، مشيرا إلى أنها شكلت على امتداد تاريخها الطويل مسرحا كونيا لتقديم كل أنواع الفرجة وحلبة صراع وتحدي بين الرواة في سرد سير الأنبياء والأولياء من الأزلية والفيروزية والعنترية وألف ليلة وليلة. وأوضح طاطا في اتصال ب"المغربية"، أن ساحة جامع الفنا كانت دائمة الحركة بالليل والنهار، تلتقي فيها الحكاية الهادئة والموسيقى الصاخبة والغناء حسب طلب المستمعين وطبول أصحاب الثعابين، وإيقاع فرق كناوة وهمس قارئي الورق والطالع، وحفيف أقلام كتاب الأحجبة أو التمائم.