دعت شبكة العمل المناخي في العالم العربي ممثلي حكومات دول العالم وقاداتها إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة وآنية وإعلان حالة الطوارئ المناخية، انطلاقا من الحفاظ على حياة الإنسان والأرض بمختلف مكوناتها من الآثار الخطيرة والكوارث الناجمة عن الاحتباس الحراري"، وذلك تزامنا مع انعقاد مؤتمر الاممالمتحدة للمناخ كوب 25 في مدينة مدريد الاسبانية. وشددت هلا مراد، رئيسة شبكة العمل المناخي في العالم العربي أن "أي تقدم في مجال العمل المناخي مرهون بإيجاد آليات رقابة محاسبة على القرارات، التي تصدر وتصادق عليها الدول خلال القمة لمواجهة آثار الكوارث الناجمة عن الاحتباس الحراري بشكل فعلي". وأضافت مراد أن" التأثيرات المباشرة لتغير المناخ تنعكس سلبا على حالة حقوق الإنسان العالمية والعدالة الاجتماعية، خاصة المتعلقة بالأمن والموارد الطبيعية مثل المياه والغذاء، وكذلك على حرية التعبير لمنظمات المجتمع المدني البيئية". وقالت رئيسة شبكة العمل المناخي إنه "لا يتم تهميش الفئات المهمشة والمجتمعات المحلية والنساء لدى الحديث عن آثار التغير المناخي، لكونهم الأكثر عرضة للتهديدات، والقدرة أحيانا على إيجاد البدائل والحلول لتجنب المخاطر بالاعتماد على خبراتهم الميدانية والتقليدية". وأفادت أنه "علينا إيصال رسائلهم وإشراكهم بفعالية بخطط العمل المناخي، حيث لا يمكن أن يبقى دورهم شكلي في التقارير المحلية والدولية، أو من خلال بعض البرامج العابرة". ويطمح مؤتمر مدريد لجمع العالم معا للتباحث في سبل تعزيز تنفيذ اتفاق باريس المناخي، خلال الفترة من 2 إلى 16 كانون الأول (ديسمبر) الحالي، في الوقت الذي تظهر بيانات جديدة أن حالة المناخ تزداد سوءًا وبشكل يومي، وتؤثر على حياة الناس في كل مكان، سواء كان ذلك بسبب الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة أو زيادة منسوب التلوث في الهواء أو حرائق الغابات، أو الفيضانات المتكررة أو حتى الجفاف. ومن جهته أكد حمزة ودغيري من المغرب، نائب رئيس مجلس إدارة شبكة العمل المناخي في العالم العربي، أن "العالم اليوم أمام حقيقتين تشير إحداهما إلى عدم وجود انخفاض في تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، رغم جميع الالتزامات بتنفيذ ب اتفاق باريس بشأن تغير المناخ". وأضاف ودغيري أن" الحقيقة الثانية تكمن في زيادة الوعي العام، وهذا ما يفسر خروج الملايين من سكان العالم كمحتجين إلى الشوارع للمطالبة بالعدالة الاجتماعية في ظل عدم وجود إجراءات حكومية لمعالجة الأسباب الجذرية". ويرى المتحدث نفسه، أن "العالم اليوم يعيش فوضى مناخية حقيقة، وتوجد أدلة على أن الاحتباس الحراري يزيد من حدة الظواهر المناخية المتطرفة، وتقلبات يصعب معالجتها في النظم البيئية الطبيعية". وأعرب عن أمله في "أن يستجيب مؤتمر الأطراف كوب 25، بشكل مناسب لحالة الطوارئ المناخية عبر ثلاث ركائز تشمل معالجة الآثار المناخية، وزيادة الطموح في المناخ، بالإضافة إلى تقديم الدعم للعمل المناخي". يشار إلى أن مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة بشأن التغيرات المناخية الذي تحتضنه مدريد في الفترة من 2 إلى 13 دجنبر الجاري سيشهد مشاركة 196 دولة، من بينها المغرب من أجل دعم وتعزيز العمل حول حماية كوكب الأرض.