انطلق معرض رؤى في نسخته الخامسة في العاصمة المصرية القاهرة ويمتد طيلة شهر غشت الجاري بمشاركة 9 دول، وينتقل إلى فرنسا وتحديدا مدينة مونبلييه في دجنبر المقبل. ويميز هذا الحدث الفني، الذي جرى تحت رعاية غروب كاريزما للفنون والفنانين التشكيليين المصريين أحمد جمال وميساء مصطفى وجمعية الفن بلا حدود الفرنسية، بتكريم الفنانين التشكيليين المغربيين مصطفى العمري ونعيمة السبتي، من خلال شهادة تقديرية ممهورة من طرف الفيدرالية العالمية لأصدقاء الأممالمتحدة. واحتفت المبدعة المصرية، ميساء مصطفى، رفقة أحمد جمال، بالمشاركين من خلال شهادات تقديرية للمتوجين في الدورة الخامسة من التظاهرة العالمية. وقالت ميساء مصطفى إن "فيدرالية أصدقاء الأممالمتحدة كرمت الفنان مصطفى العمري والفنانة نعيمة السبتي بالقاهرة لمشاركتهما في أهم معرض تشكيلي دولي رؤى عربية في نسخته الخامسة، الذي أقيم بجاليري جريدة الأهرام، وجرى التكريم في دار الأوبرا المصرية بقاعه الهناجر". وأضافت ميساء أنه جرى أيضا تكريم خمسة فنانين من اليمن والعراق والسعودية إلى جانب المتوجين المغربيين، من خلال أعمالهم التي خلفت صدى طيبا في الحدث العالمي، وأشادت الفنانة التشكيلية ميساء، والتي سهرت على نجاح هذه التظاهرة، ببصماتهم الإيجابية القوية التي أثرت المعرض بألوان ومدارس تشكيلية. جماليا ارتبطت تجارب المشاركين بالكثير من الإقامات الفنية والمعارض الفردية والجماعية، ونكفي ان نركز في تجربة التشكيليين المحتفى بهما، العمري والسبتي، من خلال قوة أسلوبهما التصويري، فالأول ينتمي إلى مدرسة كوبرا، للفن الخام، والثانية نعيمة السبتي رئيسة "جمعية الفن بلا حدود"، تحسب رمزيا ودلاليا على الاتجاه التشخيصي التعبيري. ووفق القراءات النقدية تطالعنا تجربة العمري الملقب ب"المجذوب"، بالكثير من الوعي الطفولي، وعن ميثاقه التشكيلي قال قيدوم الصحافيين باللغة الفرنسية، دومنيك أرلوندو، إن المجذوب واحد من الفنانين القلائل الذين رسخوا وجودهم الصباغي، انطلاقا من استلهام مواضيعه من مدرسة كوبرا التي تنتمي إليها الشعيبية وبيكاسو وميرو. وأضاف في تسجيل تلفزيوني أثناء تغطية أحد المعارض الجماعية التي شارك فيها المجذوب بالصويرة، أن منجز العمري يزاوج بين تجربة الشعيبية وألوان بيكاسو، مبرزا ان الفنان العصامي العمري سيكون له شأن كبير في الساحة الفنية المغربية والأوروبية، باعتباره الفنان الوحيد الذي يتماهى مع تجربتي أكبر فنانين شهدهما التشكيل العالمي المعاصر. بدورها تنتمي نعيمة السبتي التي راكمت تجربة صباغية ناجحة، وعززتها بالسهر على تنظيم معارض خارج المغرب، وتحديدا في فرنسا. وتعد السبتي من الفنانات القلائل اللواتي اشتغلن على تيمة المرأة، فهي تقدم حسب العديد من النقاد، المرأة في كل تجلياتها وصفائها بصفتها مواطنة كونية بالنظر إلى لغتها الصباغية، مع احتفالها الكبير بالمرأة، الوجه الكامل والذات الفياضة إحساسا. اخترقت هذه المبدعة عصر الصورة واستوعبت بكل أحاسيسها أن الثراء البصري هو امتداد للذات والروح معا. وتبدو أعمالها معادل موضوعي لانفعالات وأحلام وتطلعات المرأة، سجلها البصري يختزل أفراح ومعاناة المرأة معا. تجدر الإشارة إلى أن النسخة الرابعة من معرض رؤى عربية قد أُقيمت في شهر أبريل المنصرم في قاعة الأهرام للفنون بمشاركة 9 دول عربية و100 فنان تشكيلي، كما تم تكريم العديد من الفنانين والصحافيين والإعلاميين. علما أن هذا الملتقى الدولي يسهر على نجاحه الفنان التشكيلي المصري أحمد جمال، الذي استطاع بمقدوراته الفنية ان يخطو خطوات كبيرة في إشراقات معرض "رؤى عربية"، الذي رسخ وجوده الفعلي في الساحة العربية والدولية من خلال الأسماء المرموقة التي تشارك في دوراته، إلى جانب الفنانة ميساء مصطفى التي انطلقت تشكيليا وتفوقت على مستوى التنظيم.