أصدر الملتقى الدولي الخامس للطلبة الباحثين في علم مقارنة الأديان، الذي نظمته أخيرا، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، حول موضوع "المشترك الديني والإنساني: خطوات نحو الحوار"، مجموعة من التوصيات، انصب معظمها على تأسيس كلية خاصة بعلم الأديان، وإصدار أعمال المؤتمر في كتاب، وإعادة قراءة الموروث الثقافي في هذا المجال. في هذا السياق، أكدت الدكتورة كريمة نور العيساوي، رئيسة اللجنة المنظمة، في اتصال مع "الصحراء المغربية"، أن الملتقى الدولي الخامس للطلبة الباحثين في علم مقاربة الأديان، الذي استمر على مدى يومين، بمشاركة العديد من الطلبة الباحثين في علم مقارنة الأديان، سواء القادمين من المغرب أو من البلدان الشقيقة والصديقة، كتونس، والجزائر، ونيجيريا، وموريتانيا، وإندونيسيا وإيطاليا، اختتم فعالياته بتوزيع الشهادات على المشاركين، وبرفع جملة من التوصيات، كالتأكيد على بناء كلية خاصة بعلم الأديان بالمملكة المغربية، وعلى مد جسور التواصل بين الطلبة الباحثين في علم مقارنة الأديان بين المغرب، وتونس، والجزائر، وإعداد ورقة عمل بين أساتذة علم مقارنة الأديان، في الدول الثلاث من أجل تبادل الخبرات في مستويات عدة، وإنجاز كتب من تأليف جماعي في موضوعات علم مقارنة الأديان من أجل إرساء دعائم هذا العلم في الدول الثلاث، وعلى التفاعل بجذية وموضوعية مع ما يطرحه واقعنا من مواضيع وأسئلة دون سلطوية المعرفة والانتماء، وعلى محاولة معالجة كل الأمراض المتفشية في مجتمعاتنا كالسلوك العنيف، والتطرف، والإرهاب، وعلى ضرورة تعزيز السلم بين المختلفين وإرساء قيم التسامح الإيجابي، والتركيز على القيم الأخلاقية ودورها في بناء مشترك إنساني، وأبرزت نور العيساوي، أن التوصيات أكدت أيضا، على دعم المشاريع والأطروحات، التي تؤسس للتعايش السلمي، والتركيز على ثقافة الحوار وقيم التواصل الحضاري والتعدد الثقافي في تناول الإشكاليات الحقيقية وطرحها للنقاش والتدارس. وأبرزت كريمة نور العيساوي، رئيسة اللجنة المنظمة، أن الملتقى افتتح بجلسة ترأسها الدكتور سعيد خالد الحسن، أستاذ كرسي الحضارة الإسلامية والمشترك الإنساني بجامعة محمد الخامس، الذي نوه بالملتقى وأهميته البالغة، وبجهود فريق البحث في علم مقارنة الأديان برئاسة الدكتور سعيد كفايتي، مضيفة على أن الدكتور محمد أديوان، نائب رئيس جامعة القرويين، قدم محاضرة بعنوان "منهجية البحث في علم مقارنة الأديان: الحدود والأفاق"، وأن الجلسة العلمية الأولى، تناولت محور "حدود المشترك الديني على مستوى الأديان بشكل عام"، التي ترأسها الدكتور محمد بودبان من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، قسنطينةالجزائر، وافتتحتها الطالبة الباحثة حنان المنصوري من - كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر- بمداخلة بعنوان: "النزوع إلى التدين"، إذ حاولت من خلالها استقراء أسباب نشوب الصراعات والحروب، التي ترجع إلى سوء فهم الأديان، وأشارت نور العيساوي، إلى أن الجلسة العلمية الثانية، تطرقت لموضوع "حدود المشترك الديني على مستوى الأديان بشكل عام"، وترأستها الدكتورة راضية بن عياد من -المعهد العالي لأصول الدين، جامعة الزيتونة، تونس، حيث افتتحتها الطالبة الباحثة يخلف سهام من كلية العلوم الإسلامية بالجزائر بمداخلة بعنوان: "علم الأديان مشتركا إنسانيا ونشأته عند المسلمين". وقدمت خلالها مفهوم علم الأديان ومناهجه ومقاصده. وأوضحت رئيسة اللجنة المنظمة، أن رفقي مولى من -جامعة الحسن الثاني- نقل تجربة بلاده أندونيسيا في التعايش الديني، وذلك من خلال مداخلته حول "الفكر التوسطي أساس في التعايش الديني"، إذ ضرب المثال بأندونيسيا للدلالة على أهمية الفكر التوسطي في التعايش الديني، بعيدا كل البعد عن فكر الإرهاب والتطرف والعنف، مشيرة، أن الطالبة الباحثة سلمى بوقفة من -كلية أصول الدين الجزائر- نقلت نماذج للتسامح بين المسلمين والمسيحيين في مداخلتها بعنوان "التسامح الديني ودوره في تفعيل العلاقات الدينية الإسلامية المسيحية"، مؤكدة على أن التسامح الديني يعتبر ضامنا لحفظ الحق في الاختلاف، واستدلت على ذلك بآيات من سورتي آل عمران والفرقان، وكذا بنصوص من إنجيل متى. وبالنسبة للتعايش الديني على أرض المغرب، فقد نقله الطالب الباحث أشحو رشيد في مداخلته تحت عنوان "المغرب أرض التعايش المشترك ... اليهود المغاربة أنموذجا"، الذي ركز خلالها على بيان الامتداد التاريخي لليهود بالمغرب، وعلاقة التأثير والتأثر التي جمعتهم مع غيرهم من المغاربة المسلمين، لتختتم الجلسة بفتح باب المناقشة والتعقيب.