حذرت منظمة الصحة العالمية، أول أمس الاثنين، بأن وباء إيبولا الذي يثير المخاوف حول العالم قد يواصل انتشاره حيث يتوقع تسجيل آلاف الإصابات الجديدة في ليبيريا الأكثر تضررا. إيبولا الوباء الأخطر منذ اكتشاف الفيروس عام 1976 فبعد أن أدى الوباء الحالي الأخطر منذ اكتشاف الفيروس عام 1976، إلى وفاة أكثر من ألفي شخص منذ مطلع العام في ليبيريا وسيراليون وغينيا، قد يكون الآتي أعظم. وأكدت منظمة الصحة العالمية في جنيف أنه "يتوقع تسجيل آلاف الإصابات الجديدة بمرض إيبولا في الأسابيع الثلاثة المقبلة في ليبيريا". غير أن الحكومة الليبيرية أعلنت، أول أمس الاثنين، عن رفع العزل المفروض على بلدة دولو تاون شرق العاصمة مونروفيا وتقليص حظر التجول المفروض ليلا في جميع أنحاء البلاد ساعتين. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تتوقع انتشارا "هائلا" في البلاد حيث الفيروس مستشر. ويسهم نقص الأسرة المتوافرة لعلاج الإصابات في تسريع انتشار العدوى بحسبها. وأعلنت المنظمة حصيلة أخيرة، في 5 شتنبر الحالي، مفادها إصابة حوالي 4000 شخص، من بينهم 2097 توفوا في الدول الثلاث الأكثر تضررا. كما سجلت وفيات بالمرض في نيجيريا، أكبر قوة اقتصادية في القارة، فيما تأكدت إصابة واحدة في السنغال. في مؤشر على القلق العالمي أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الأحد الماضي، بعد يومين على تخصيص الاتحاد الأوروبي 140 مليون أورو لمكافحة الوباء، أن بلاده ستحشد مواردها العسكرية لصد وباء "خارج عن السيطرة". وسيرسل الجيش الأمريكي "سريعا" مستشفى ميدانيا يتسع ل25 سريرا إلى ليبيريا يخصص لمعالجة العاملين في القطاع الصحي على ما أعلن البنتاغون أول أمس الاثنين. أما بريطانيا فأعلنت عن بناء مركز طبي مجهز ب62 سريرا قرب عاصمة سيراليون فريتاون. وأصيب طبيب يعمل لصالح منظمة الصحة العالمية بالعدوى في هذا البلد وسيتم إجلاؤه قريبا بحسبها. وحاول الاتحاد الإفريقي، أول أمس الاثنين، المساهمة بدوره في مكافحة المرض فعقد اجتماعا في أديس أبابا لوضع استراتيجية إفريقية لهذا الهدف. وقالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي نكوسازانا دلاميني-زوما إن "الدول الأعضاء الإفريقية قررت مطالبة كل الدول الأعضاء برفع كل القيود على السفر لكي يتمكن الناس من التنقل بين الدول ومواصلة أعمالهم التجارية ومن أجل تشجيع الأنشطة الاقتصادية". وتابعت "ينبغي فعل هذا بشكل طارئ". وأضافت "لقد تم التأكيد أيضا أنه مع رفع القيود على السفر يجب فرض آليات مراقبة مناسبة عند نقاط انطلاق المواطنين ونقاط وصولهم سواء في المطارات أو المعابر البرية أو المرافئ البحرية". وأغلقت عدة دول متاخمة للبلدان الأكثر تضررا من إيبولا حدودها، فيما منعت دول أخرى دخول المسافرين الوافدين منها إلى أراضيها، وعلق عدد من شركات الطيران الرحلات إلى المناطق التي ينتشر فيها المرض. لكن إجراءات الوقاية هذه أدت إلى خنق هذه البلدان الضعيفة أصلا وتعقيد كبير للعمل الإنساني. كما دعت الاثنين 11 مجموعة دولية ناشطة في غرب إفريقيا من بينها عملاقة الفولاذ ارسيلور ميتال إلى رفع "أي حظر على السفر". على المستوى المالي أعلنت دلاميني-زوما أن عددا من الدول وافق على توفير المال أو العمال لكنها لم تحدد أرقاما. وتقدر الأممالمتحدة الحاجة إلى 600 مليون دولار على الفور لمواجهة الوباء الذي تأخر المجتمع الدولي في التعاطي معه بجدية. في أواخر غشت الماضي أعلنت منظمة الصحة العالمية خطة بقيمة 100 مليون دولار. وأعلن مفوض الاتحاد الإفريقي للشؤون الاجتماعية مصطفى كالوكو عن إنشاء بعثة إفريقية لمكافحة الوباء في غرب إفريقيا ستتألف من "100 عامل في القطاع الطبي". وينتقل فيروس إيبولا فقط بالاتصال المباشر مع إفرازات أي شخص مصاب أو أغراض ملوثة مثل الحقن. ويؤدي إلى ارتفاع في الحرارة وتقيؤ وإسهال وأحيانا إلى نزيف داخلي، ويؤدي في نصف الحالات إلى وفاة المصاب. ولا يوجد أي لقاح للمرض، إلا أن منظمة الصحة العالمية قررت الجمعة الماضي البدء فورا باستخدام علاجات لا تزال قيد الاختبار على أمل التوصل إلى لقاح بحلول نونبر المقبل، وخصوصا للعاملين في المجال الصحي.