أعربت مساعدة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب ليزا موناكو، خلال استقبالها من طرف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أول أمس السبت بصنعاء، عن إدانة بلادها والمجتمع الدولي "للحشود الحوثية وما تسببه من إقلاق للأمن والاستقرار والسكينة العامة". الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أكدت مساعدة الرئيس الأمريكي أنه تم إبلاغ الحوثيين بموقف الولاياتالمتحدة الرافض لهذه الأساليب. وبعدما شددت المسؤولة الأمريكية، خلال اللقاء، على ضرورة تجنيب اليمن المحن المتتالية والوصول به إلى بر الأمان، رأت بأن "هناك مناخات ديمقراطية تتيح لمن يريد أي مطالبات أن يتقدم بصورة قانونية ومرتبة لا تكتنفها أساليب العنف والقوة"، مجددة وقوف الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى جانب اليمن "حتى يتم استكمال المرحلة الانتقالية بصورة ناجحة وكاملة". وأكدت مساعدة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب على عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين اليمن وبلادها التي وصفتها ب"العلاقات الاستراتيجية"، كما أشادت بالجهود التي بذلها الرئيس هادي في سبيل حل الأزمة وإخراج اليمن منها آمنا، مضيفة قولها "إننا نعتبر أن المرحلة الانتقالية في اليمن وما صاحبها من إنجازات قد حققت نجاحات كبيرة في طريق الخروج الآمن باليمن إلى آفاق السلام والوئام والتطور والازدهار". من جهته، استعرض الرئيس اليمني جملة من التطورات والمستجدات الراهنة على الساحة الوطنية في ظل تصعيد الحوثيين في العاصمة صنعاء ومحيطها الأمر الذي يهدد أمن واستقرار البلاد، لافتا إلى أن البدايات الأولى للمرحلة الانتقالية المستندة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، كانت صعبة جدا واعترضت سيرها عوامل وتحديات كثيرة. وأضاف أن بلاده توجد الآن "على مشارف النهاية الناجحة لمرحلة التغيير السلمي تمهيدا لتدشين مرحلة بناء اليمن الجديد على قاعدة مخرجات الحوار الوطني الشامل واستكمال صياغة نصوص مشروع الدستور الجديد الذي سينجز قريبا"، مستدركا "لكن برزت على السطح مشكلات وتحديات كبيرة قبل أن يجف حبر مخرجات الحوار الوطني الشامل". وأشار في هذا الصدد إلى قيام الحوثيين بمحاصرة المعهد الديني في منطقة دماج بصعدة، فيما كان تنظيم القاعدة الإرهابي يعبث بالأمن والاستقرار داخل العاصمة صنعاء حيث هاجم مستشفى مجمع العرضي وقتل الأبرياء من العاملين في المستشفى، إلى جانب مهاجمته للسجن المركزي وعدد من المقرات فضلا عن الاعتداءات الإرهابية على الأجانب من سواح ودبلوماسيين. وتابع الرئيس اليمني "كل تلك الجرائم جعلتنا نحشد عددا من الوحدات من أجل ضرب أوكار القاعدة في محافظتي شبوة وأبين، وفي ذات الوقت كان الحوثيون يتقدمون باتجاه عمران مكتسحين أمامهم عددا من المناطق بقوة السلاح واستولوا على الأسلحة والمعدات الخفيفة والثقيلة التابعة للجيش واللواء 310". وتناول من جهة ثانية الخطوات والمحاولات والرسائل المتبادلة واللجان التي شكلتها الدولة للتفاوض مع قيادة جماعة الحوثي وآخرها اللجنة الوطنية الرئاسية المنبثقة عن الاجتماع الوطني الموسع، وذلك من أجل تجنيب اليمن الانزلاق إلى المواجهات ومحاولة وقف سفك الدماء وتجنب توسيع المواجهة بجانب البحث عن عدد من الرؤى. وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان، في ختام الاجتماع الدوري المخصص لليمن يوم 29 غشت الماضي، الحشود والمخيمات الحوثية في صنعاء ودعاهم لرفع هذه الحشود وتسلمهم مدينة عمران التي سيطرو عليها مطلع يوليوز الماضي للدولة وأيضا وقف إطلاق النار في محافظة الجوف المجاورة، وهو الموقف الذي رفضته جماعة (أنصار الله) بدعوى أنه يمثل تدخل القوى العظمى في الشؤون الداخلية لليمن.