عاش سكان مجموعة من الأحياء بمدينة مراكش، مساء أول أمس الأربعاء، محنة حقيقية، بسبب عاصفة رعدية ورملية اجتاحت بعض أحياء المدينة، بعد أن غمرت المياه عددا من المنازل والبيوت، بسبب عجز شبكة الصرف الصحي استيعاب كميات المياه المتهاطلة، خصوصا بحي سيدي يوسف بن علي. كشفت التساقطات المطرية التي استغرقت حوالي 20 دقيقة، بعد موجة الحرارة التي عاشت على إيقاعها مدينة مراكش، عن هشاشة البنية التحتية التي أصبحت بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلتها بعدد من الشوارع والأحياء، لعدم قدرة قنوات الصرف الصحي على استيعاب السيول التي تخلفها الأمطار. وتسببت الرياح القوية، التي كانت مصحوبة بزوابع رملية، التي زرعت الرعب والخوف في نفوس عدد من المواطنين، في سقوط العديد من الأشجار المتهالكة، إضافة إلى اقتلاع عدد من الصحون المقعرة من فوق أسطح عدد من المنازل، وانقطاع التيار الكهربائي بعدد من الأحياء لبعض الوقت، بسبب قوة رياح العاصفة. وحولت العاصفة الرملية نهار مراكش إلى ليل، وانعدمت الرؤيا إلى مسافات قليلة جدا، خاصة أن العاصفة كانت تحمل فيها الرياح كميات من الرمل في الهواء، مشكلة سحابة فوق سطح الأرض، ما تسبب في عرقلة حركة السير والجولان بالشارع العام. وحسب مصادر مطلعة، فإن العاصفة الرملية، التي صاحبتها رياح بلغت سرعتها أزيد من 100 كلم في الساعة، استمرت لأزيد من نصف ساعة، وأدت إلى انخفاض مدى الرؤية في مختلف أحياء المدينة إلى متر واحد، في الوقت الذي تجندت مصالح الوقاية المدنية وعبأت جميع وسائل الإنقاذ للتدخل في أي لحظة، من أجل إنقاذ المتضررين مع مراقبة الوضع.