انطلقت أمس الجمعة بالجماعة القروية مولاي عبد الله بإقليمالجديدة الفعاليات الدينية والثقافية لموسم مولاي عبد الله أمغار، الذي يستمر إلى غاية 15 غشت الجاري، والذي يعد من أهم التظاهرات الدينية والثقافية على الصعيد الوطني وسفيرا متميزا للسياحة بمنطقة دكالة عبدة. وتميز الحفل الافتتاحي لهذا الموسم الديني السنوي، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بقراءات جماعية لآيات بينات من القرآن الكريم وأمداح نبوية وزيارة لضريح مولاي عبد الله أمغار، وستستمر هذه المظاهر الاحتفالية مساء اليوم بإلقاء دروس دينية وتنظيم أمسية كبرى للسماع والمديح. وتتوزع فقرات هذه التظاهرة الدينية والتراثية، المنظمة من قبل الجماعة القروية مولاي عبد الله وعمالة إقليمالجديدة، ما بين أمسيات شعرية ومن التراث الشفهي "الحلقة" وأمسيات للسماع والمديح وندوات فكرية، وعروض في فن الفروسية والصيد بالصقور، فضلا عن أنشطة ثقافية وترفيهية بمختلف الفضاءات المخصصة للموسم. ويعد موسم مولاي عبد الله أمغار أكبر وأقدم موسم بالمغرب حيث يستقبل كل سنة أزيد من 500 ألف زائر من مختلف ربوع المملكة ومن خارج الوطن و1800 فارس يمثلون جميع القبائل المغربية ونصب 22 الف خيمة. وحسب المنظمين، من المتوقع أن يصل عدد زوار الموسم هذه السنة حوالي نصف مليون شخص من مختلف ربوع المملكة، إضافة لما يقارب 2000 فارس. وتهم الانشطة الدينية والعلمية للموسم المنظمة من قبل المجلس العلمي للجديدة بمسجد مولاي عبد الله تلاوة سلك من كتاب الله العزيز وقراءة جماعية للقرآن الكريم مع الأمداح النبوية ودرس ديني بعد صلاة المغرب بمسجد مولاي عبد الله وليلة كبرى للسماع والمديح، وتقديم استشارات دينية لفائدة زوار الموسم وأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، فضلا عن تنظيم المباراة النهائية لنيل جائزة مولاي عبد الله أمغار في حفظ وتجويد القرآن الكريم. كما تشمل الانشطة الدينية أيضا توزيع العدد السادس من كتيب "ومضات دينية"، وتوزيع مطوية علمية حول أضرار التدخين والمخدرات، واستشارات طبية وصحية مع القيام بفحوصات فورية لنسبة السكري في الدم. أما برنامج الفروسية (التبوريدة) والأنشطة التراثية والصيد بالصقور، فتهم تنظيم عروض في فن الفروسية والصيد بالصقور طيلة أيام الموسم مصحوبة باستعراضات فلكلورية وفن الفروسية التقليدية، في حين يتضمن برنامج الأمسيات والسهرات الفنية، تنظيم أمسيات فنية كل مساء بمشاركة فرق محلية من تنشيط جمال الزرهوني، وكمال العبدي، وأولاد بن عكيدة، ومجموعة تكادة، وخديجة مركوم، والداودي، وسعيد ولد الحوات والداودية. وبهذه المناسبة، أكد رئيس المجلس الاقليمي للجديدة السيد محمد الزاهدي، أن انطلاق هذا الموسم يأتي في غمرة احتفال الشعب المغربي بذكرى عيد العرش المجيد وعيد الشباب واسترجاع الداخلة وواد الذهب وثورة الملك والشعب، مشيرا إلى أن هذا الموسم يعد مناسبة سنوية للاحتفال بحاضرة "تيط " كرباط من رباطات العلم والجهاد وتكريم دفينها مولاي عبد الله أمغار باعتباره أحد رجالات العلم والورع والتقوى. كما يعد هذا الموسم، يضيف السيد الزاهدي، لقاء سنويا للاحتفال بالموروث الثقافي المغربي في كل تجلياته، منوها بالجهود التي تبذل من قبل السلطات المحلية وجميع المتدخلين لتوفير التغطية الامنية والادارية والصحية لهذا الموسم الذي يستقطب يوميا أفواجا كبيرة من الزوار المحليين ومن مختلف أنحاء المملكة ومن خارجها، معتبرا هذا الموسم فرصة لتسويق المنتوج السياحي بالإقليم والتعريف بمؤهلاته المحلية. ومن جهته، أوضح رئيس جماعة مولاي عبد الله الحسن يشكر لمعاشي أن موسم هذه السنة يتميز بإنجاز عدة مشاريع على مستوى الجماعة لتحسين مستوى استقبال الزوار في أحسن الظروف، همت شبكة التطهير السائل وتوسيع الطرق المؤدية للجماعة وتقوية وتأهيل الإنارة العمومية بأغلب ممرات وشوارع الجماعة، فضلا عن تعزيز مستوى النظافة طيلة أيام الموسم وبعد الاختتام، للحفاظ على أصالة وتراث هذا الموسم. وأكد أن هذا الموسم يساهم بشكل كبير في تحسين الدخل المادي للعديد من الأسر من خلال ترويج السلع وبيع المأكولات، مبرزا في هذا السياق أنه تم إحداث لجن للمراقبة التابعة لعمالة الاقليم لمتابعة الحالة الصحية للمواد الغذائية والسلع المروجة حفاظا على سلامة المواطنين، فضلا عن لجن للمحافظة على البيئة والأمن لضمان الطمأنينة والأمن لجميع الزوار.