دعا وزراء خارجية دول اتحاد المغربي العربي إلى تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية المغاربية، وإلى تفعيل آلية اجتماع رؤساء حكومات المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا. (كرتوش) وعبر وزراء الخارجية، في اجتماعهم 32، أمس الجمعة بالرباط، عن عزمهم تجاوز الخلافات، التي أدت إلى جمود الاتحاد لسنوات، متطلعين، في كلماتهم الافتتاحية، إلى تحقيق أهداف الاتحاد، بما يخدم ازدهار وتنمية المنطقة المغاربية، وتوحيد الرؤى بشأن القضايا العربية والجهوية والدولية، وتعزيز التعاون الأمني المغاربي، وتفعيل آليات اجتماع رؤساء الحكومات، المنصوص عليها في المادة السابعة من معاهدة مراكش، والعمل الاندماجي المغاربي، واستعراض أعمال اللجان الوزارية المتخصصة، وإصلاح المنظومة الاتحادية، بالإضافة إلى تحيين الاتفاقيات المغاربية. وفي كلمته، دعا صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، دول الاتحاد المغاربي إلى اعتماد "فلسفة جديدة" في التعامل مع القضايا المشتركة لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، والقطع مع "المنطق الماضوي الذي طبع التعامل مع مختلف الأزمات التي مر منها الاتحاد"، موضحا أن الاجتماع ينعقد في "ظرفية دقيقة، تجتازها منطقة شمال إفريقيا وفضاء الساحل والصحراء، وتتمثل في تحديات أمنية وسياسية واقتصادية، تستوجب تكثيف التشاور وتضافر الجهود، لوضع مقاربة شاملة، كفيلة بمواجهة هذه التحديات والمخاطر، وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة". وبعد أن ذكر مزوار بحصيلة "اجتماع المكاشفة"، الذي عقده وزراء الخارجية بليبيا، منذ ثلاثة أشهر، والذي اتفق فيه الوزراء على أن حصيلة اتحاد المغرب العربي دون مستوى تطلعات الشعوب المغاربية في التنمية وتحقيق حلم الاندماج والتكامل الاقتصادي والمؤسساتي المنشود لأكثر من عقد من الزمن، قال وزير الخارجية إن "مسؤولية الاتحاد تتمثل في توفير الأجواء السياسية الكفيلة بإيجاد حلول عملية، من أجل ميلاد اتحاد مغاربي جديد، وبأفق متجدد وواضح، قادر على مواكبة المتغيرات العالمية والجهوية". وأضاف "من أجل ذلك ينبغي أن نملك الإرادة والطموح لجعل اتحادنا عنصرا فاعلا في الساحة الدولية والإقليمية، ولن يتأتى ذلك دون تبني رؤية جديدة لمؤسساته المسيرة وآليات عمله، تأخذ بعين الاعتبار التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية التي تشهدها شعوبنا ودولنا، وتلك التي يعرفها العالم"، مشددا على ضرورة امتلاك دول الاتحاد للرغبة القوية للبناء واستشراف المستقبل، وتجاوز الذات وافتعال الخلافات والصراعات الهامشية. ودعا مزوار إلى تفعيل دينامية اقتصادية بين دول الاتحاد، وتشجيع روح المبادرة الحرة وإنجاح المشاريع الكبرى المهيكلة، بهدف بناء اتحاد مغاربي قوي، ينعم بالاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، وشريكا قادرا على ربح رهان التنمية، وفاعلا في محيطه الإقليمي والدولي. وانطلقت الاجتماعات التحضيرية لأعمال الدورة 32 لمجلس وزراء الخارجية، أول أمس الخميس، بكلمة افتتاحية للأمين العام للاتحاد، الحبيب بن يحيى، ركز فيها على ضرورة تحقيق التكامل بين دول الاتحاد، وقال إن "التكامل وحده الكفيل بحل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجه دول الاتحاد وشعوبها"، داعيا إلى تضافر جهود دول الاتحاد والتنسيق والتشاور لحل التحديات وتحقيق تطلعات شعوبها نحو التنمية المستدامة. وعبر رؤساء الوفود المغاربية عن ضرورة تفعيل العمل المشترك في مسار دول الاتحاد المغاربي، والانطلاق نحو مستقبل أفضل، عبر رؤية واقعية وشاملة، تخدم مصالحها في جميع المجالات لاسيما الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والجمركية، مجمعين على ضرورة استكمال الاستراتيجية الأمنية بين دول الاتحاد لمواجهة التهديدات، التي تشكل خطرا مباشرا على أمنها واستقرارها.