أفادت مونية العلالي، رئيسة "جمعية الأفق الجديد"، أن "المرأة المغربية المهاجرة في إيطاليا احتلت مناصب مهمة في مجالات مختلفة، وأنها تناضل وتكافح من أجل الحفاظ على أسرتها في ظل أزمة اقتصادية خانقة يتخبط فيها بلد الاستقبال. مونية العلالي رئيسة 'جمعية الأفق الجديد' بإيطاليا أضافت العلالي، التي تشتغل مترجمة ببلد المهجر، في حوار مع "المغربية"، أن العديد من الحاصلات على الجنسية الايطالية بدأن في تغيير وجهات إقامتهن لدول أوروبية أخرى كفرنسا، وبلجيكا. كيف تستقبل المرأة المهاجرة بإيطاليا اليوم العالمي للمرأة؟ لا تفوت المرأة المغربية المقيمة إيطاليا الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، سواء كانت مندمجة في الشبكة الاجتماعية أم لا، لأن الوسط الإيطالي يخصص لهذه المناسبة احتفالا قويا وخاصا، نظرا للمكانة التي تحتلها المرأة في هذا البلد. وتخلد الجمعيات النسوية أو المهتمة بالمرأة اليوم العالمي 8 مارس في إيطاليا بإلقاء ندوات وتنظيم لقاءات ثقافية تتمحور جلها حول الدور الريادي الذي تقوم به المرأة الإيطالية عامة والمهاجرة بشكل خاص، لأن الأخيرة فرضت نفسها بشكل كبير داخل المجتمع المدني، بل إن حضورها اكتسح كل المجالات العملية، والثقافة، والسياسية، والاجتماعية في إيطاليا. من وجهة نظرك ما هي الإنجازات التي حققتها المرأة المغربية المهاجرة في إيطاليا؟ لا أريد أن أتحدث بشكل عام عن المرأة المغربية بإيطاليا، لأن هذا الأمر تتكفل به الإحصائيات السنوية الرسمية في إيطاليا، لكن أود ذكر بعض الأسماء المغربية الجديرة بالافتخار، ولو أن القائمة طويلة، وأخص البعض منها، مثل كريمة موال، صحافية من العيار الثقيل في جريدة يومية إيطالية، فرضت وجودها في عالم الأخبار بشكل كبير، وكوثر بدران، محامية شابة تشق طريقها بإصرار، والكل يشهد لها أنها طاقة مستقبلية لا يستهان بها، ودنيا مشكور، رئيسة جمعية "بيت المغرب" ومديعة محلية على قناة راديو بمنطقة الفنيتو، وربيعة أمديد، ناشطة جمعوية، وعضو متطوع في منظمة الصليب الأحمر، لها من المواقف السياسية ما يشهد لها بالصرامة والحزم، وسميرة شبيب، رئيسة جمعية "السعدية"، ناشطة جمعوية، دافعت وما تزال عن حقوق المرأة، واشتغلت بشكل مكثف في مساعدة الجالية المغربية في منطقة ليفورنو، وحياة اليوسفي، شابة في مقتبل العمر، رئيسة المجلس الإقليمي للمهاجرين ببولونيا، وفاطمة مسكر، حاصلة على الماجستير في جامعة بادوفا ومبشرة بعطاءات علمية فكرية. إن السيرة الذاتية لهؤلاء المهاجرات المغربيات، تروي لنا بلسان صادق المنجزات والمراتب التي وصلت إليها المرأة المغربية بإيطاليا. كيف تواجه المرأة المغربية المقيمة بإيطاليا الأزمة الاقتصادية؟ وما هي انعكاسات هذه الأخيرة على الأسرة المغربية؟ الأزمة الاقتصادية العالمية مست بشكل كبير هذا البلد، ومازالت مستمرة حتى الآن، والأفق لا يبشر بالخير، وبكل صراحة فالمرأة المغربية، كعادتها، مكافحة في اختيارها للهجرة كمشروع حياة، كما أنها امرأة مثابرة تدق كل الأبواب للحصول على عمل حتى وإن كان متواضعا، من أجل الحفاظ وإنقاذ أسرتها من الوقوع في براثين أزمة حانقة لم ترحم حتى أبناء البلد، هذه هي الصورة الحقيقية، التي يصرح به الإيطاليون أنفسهم وندلي بها نحن أيضا كجمعويين لنا تواصل مباشر مع المهاجرين والمهاجرات. ما هي المجالات التي تعتبرونها رافعة لتقدم دور المرأة في دول الإقامة؟ أنا أقول التعليم ثم التعليم ونؤكد عليه، لأنه أصبح مفروضا لضمان تصريح إقامة طويلة المدى، ومن التعليم أيضا يمكن الولوج لمختلف التخصصات التي يمكن أن تكون بسيطة ومتواضعة، أو مهمة ورائدة. من خلال تجربتكم بإيطاليا والمهجر، هل مازالت الهجرة تستهوي المرأة المغربية؟ المرأة المغربية بطبيعتها مغامرة بشكل ذكي، ومازالت تتوافد على مقر الجمعية مهاجرات مغربيات بحثا على أقرب السبل في الاندماج، وكلهن أمل بأن يتغير الوضع في إيطاليا إلى الأحسن في المستقبل القريب. بدورنا نحاول أن نوضح لهن الوضع بشكل جلي، دون أن نطفئ شمعة الأمل في عيون من له بصيص منه. ما هو تقييمكم للأنشطة التي تقوم بها جمعيتكم؟ وما هو جديد أعمالها، وهل من شراكات مع جمعيات سواء في المغرب أو في إيطاليا؟ جمعية الأفق الجديد في تحرك مستمر، تتعاون مع العديد من المؤسسات المحلية، والعمومية والتعليمية، وكانت لنا أخيرا مساهمة فعالة في التعاون مع القنصلية المغربية ببولونيا لتقريب الإدارة المغربية من المهاجرين، حيث استضفنا طاقم القنصلية المتنقلة. لدينا مشاريع جديدة سنفصح عنها قريبا، تهم مجالات عديدة، على الصعيد المحلي، والإقليمي، والجهوي، وولدينا مشروع على الصعيد الأوروبي، لأننا منخرطون في مشروع أوربي ضخم عبارة عن قناة عبر "النت"، ولنا فيها مساهمة لا يستهان بها، كما أننا نتمنى دائما التمكن من التعاون مع جمعيات مغربية في أرض الوطن.