اختتمت فعاليات الملتقى الثاني لجمعية الهلال للرياضة والثقافة المغربية بإيطاليا، المنظم بين 7 و9 مارس الجاري، بمدينة بولونيا، تحت شعار "المرأة المغربية بإيطاليا بين تحديات الهجرة ورهان المناصفة"، بزيارة للقنصلية المغربية، وأخرى لسجناء مغاربة بالمركز السجني "مودينا"، الأكبر في إيطاليا. وضم الوفد المغربي رئيس جمعية الهلال للرياضة والثقافة المغربية بإيطاليا، حسن كوبي، وفاعلين جمعويين مغاربة يقيمون في إيطاليا، والبرلمانية المغربية بإيطاليا سعاد بوسيف. واطلع الوفد على السير العام داخل القنصلية والخدمات التي تقدمها للجالية المغربية، كتجديد البطاقات الوطنية، وجوازات السفر البيومترية، والحالة المدنية، وكذا الإكراهات التي تواجه العاملين بالقنصلية، من قبيل الضغط الذي تشهده مصالحها من أجل تلبية رغبات المهاجرين، بالنظر إلى شساعة مجال تغطيتها، إذ تشمل ثلاث جهات كبرى بإيطاليا. وتعمل القنصلية، حسب الموظفين بها، على تخفيف معاناة المهاجرين المغاربة بالانتقال إليها، ببرمجة زيارات إلى المدن البعيدة عن بولوينا، كل نهاية أسبوع، لتسليم الوثائق لطالبيها في مكان إقامتهم، في انتظار الانتقال لمقر جديد للقنصلية، الذي تتواصل فيه الأشغال. بعد ذلك، انتقل الوفد إلى مدينة مودينا، على بعد 40 كلم عن بولوينا، لزيارة السجناء المغاربة بسجنها المركزي. وتدخل هذه الزيارة في إطار المراكز التي يشملها مشروع المواكبة الاجتماعية والثقافية للسجناء المغاربة بالمهجر. وهي مبادرة جاءت نتيجة اتفاقية شراكة بين الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وجمعية الهلال للرياضة والثقافة المغربية بايطاليا، وقعها الطرفان سنة 2011. وكانت الزيارة مناسبة وقف من خلالها الوفد المغربي على الوضع العام للسجناء المغاربة بالمركز، الذين يبلغ عددهم قرابة 160 سجينا، بينهم 3 سجينات. واجتمع الوفد في لقاء مباشر مع السجناء المغاربة، بحضور آخرين من جنسيات عربية مختلفة، وقع الاستماع إلى مشاكلهم، التي تكتسي في غالبيتها طابعا إداريا، من قبيل تجديد الوثائق الشخصية. وقال حسن الكوبي، رئيس جمعية الهلال للرياضة والثقافة المغربية، ل"المغربية"، إن "التعامل الإيجابي لمسؤولي إدارة السجون جاء نتيجة زيارات الجمعية، التي سبق أن رافقت وفدا من مديري السجون الإيطاليين إلى المغرب، بين 15 و18 يناير الماضي، مكنتهم من التقرب من التجربة المغربية في مجال تكوين وإعادة إدماج السجناء بالمغرب". وطالب عدد من السجناء المغاربة بإيطاليا بتدخل السلطات المغربية لإيجاد السبل الكفيلة بإدماجهم بعد الإفراج عنهم وترحيلهم للمغرب، أو التدخل لدى السلطات الايطالية لتسهيل تجديد الإقامة وتبسيط مسطرة نظام الحرية، الذي تترتب عنه مشاكل عائلية، وتسهيل الالتحاق بعملهم لدى مشغليهم السابقين، بدل ملازمة بيوتهم وعدم مغادرتها، كما يحث على ذلك قانون سجن البيت في إيطاليا. ولم يخف هؤلاء السجناء شكرهم لجمعية الهلال، وقالوا إنها فتحت لهم المجال للتواصل مع عالم ما وراء القضبان، ومع أسرهم. كما طلبوا من الجمعية أن تنسق مع مسؤولي المراكز السجنية الإيطالية لتبسيط مسطرة شروط الاتصال الهاتفي المباشر مع ذويهم بالمغرب مرتين في الأسبوع، بعدما كان الأمر يتطلب قرابة ثلاثة أشهر. وتعمل الجمعية المذكورة على توزيع الملابس والكتب بالعربية والمشروبات للسجناء المغاربة وبعض السجناء العرب. من جهتها، أفادت سعاد أبو سيف، النائبة البرلمانية المغربية بإيطاليا، التي وجهت كلمة للسجناء الشباب، أثناء زيارة سجن مودينا، أنها لمست تحسنا كبيرا بالنسبة للسجناء المغاربة مقارنة بالسنوات الماضية، وأن زيارة جمعية الهلال لهم من حين لآخر بعثت فيهم الحياة والأمل من جديد، وأصبحوا يتوقون لمغادرة السجن وبداية حياة جديدة، خصوصا أنهم يتابعون تكوينا في مهن مختلفة، للاندماج في الحياة بعد معانقة الحرية. "و.ن" 24 سنة، نزيل بسجن مودينا، قال ل"المغربية" إنه قضى عقوبة حبسية لمدة سنة لاتهامه بانتحال صفة مواطن سعودي، وأدلى ببطاقة الاعتقال المكتوب عليها اسمه ونسبه بالإضافة إلى جنسيته السعودية، وانه مازال أمامه 3 أشهر لمغادرة السجن. "ر.د" 27 سنة، لا يتوفر على وثائق، محكوم عليه بعشر سنوات، قضا منها 5 سنوات، بتهمة السرقة. "ر. و"، 30 سنة، يقضي عقوبة لمدة أربع سنوات، اجتاز مرحلة اليأس والاكتئاب التي كانت تنتابه في بداية سجنه، ولم يتبق له سوى سنة، قال إنه يفضل أن يقضيها داخل السجن، بدل قضائها في بيته المحروس، لكنه يتذمر من إدارة السجن التي تنزع منهم سجادة الصلاة. وعند استفسار الجمعية إدارة السجن حول هذا الأمر، ردت بأن الأمر لا علاقة له بممارسة الشعائر الدينية، لكنه يرتبط فقط بمسائل أمنية، والاحتياط من استغلالها لأشياء من الممكن أن تضر بهم، كالشنق مثلا.