شنت ميلشيات مسلحة تابعة للبوليساريو حملة اختطاف جديدة، شملت العديد من النشطاء الحقوقيين الصحراويين المعارضين بمخيمات تندوف، بهدف نسف ثورة المحتجزين. وكشف أحد الصحراويين، من داخل المخيمات، في تصريح ل"المغربية"، أن عائلات المختطفين الجدد أبلغتهم قيادة البوليساريو أن أبناءها لم يختطفوا بل هربوا جماعة من المخيمات في اتجاه المغرب عبر الحدود الموريتانية، الأمر الذي لا يمكنه أن يحدث ولم تصدقه العائلات بسبب إحكام ميلشيات البوليساريو، مدعومة بقوات حرس الحدود الجزائرية، السيطرة على كافة مداخل ومخارج المخيمات. وقال مصدر "المغربية" إن "إدعاءات البوليساريو ما هي إلا ذريعة للتغطية على جرائمها ضد الإنسانية في حق شعب أعزل، لا يريد سوى الحرية والكرامة الإنسانية". ومع توالي الأيام، تزداد وضعية حقوق الإنسان بمخيمات تندوف سوءا، حسب ما تسجله التقارير الدولية من خروقات واسعة وانتهاكات متكررة وسط المحتجزين، بلغت أقسى مستويات التعذيب والاختطاف والاغتصاب، وسط تعتيم وترهيب لعائلات الضحايا. وكشفت الجمعية الفرنسية للنهوض بالحريات الأساسية، في تقريرها الأخير الصادر نهاية فبراير الماضي، عن ممارسة البوليساريو للعديد من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في حق المحتجزين، مسجلة أن السلطات الجزائرية تتعمد منع المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان من زيارة داخل مخيمات المحتجزين بتندوف. وحسب المنظمة الفرنسية، فإن "الجزائر ترفض إجراء إحصاء لسكان المخيمات، رغم أن المفوضية السامية للاجئين طلبت ذلك رسميا من الجزائر، وهو الرفض الذي يكشف إصرار الجزائر على تضخيم أعدادهم"، لتبرير صرف المساعدات الموجهة للمحتجزين. ويذهب التقرير الجديد لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" الأمريكية في الاتجاه نفسه، إذ عبرت هي الأخرى عن قلقها حيال الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في المخيمات، وأوردت في تقريرها أن المحتجزين "لا يتوفرون على أي هامش من الحرية من أجل التعبير عن آرائهم السياسية، تجاه مواقف البوليساريو"، منددة بالتعذيب والاعتقال التعسفي في حقهم، وحرمان الأطفال من التعليم واستغلالهم وإجبارهم على الخضوع للتداريب العسكرية. من جهتها، كشفت الجمعية المغربية الصحراوية بأوروبا، التي يوجد مقرها الرئيسي ببروكسيل، أن ميلشيات مسلحة تابعة للبوليساريو ارتكبت مجزرة في حق جموع من المحتجزين الأبرياء، الذين تظاهروا أمام مكتب المفوضية الدولية لغوث اللاجئين بتندوف، مبرزة أن الأحداث الأخيرة بالمخيمات "عرفت انزلاقات خطيرة، واستعملت فيها ميلشيات البوليساريو الرصاص الحي ضد محتجزين عزل، لا حيلة ولا قوة لهم، ذنبهم الوحيد المطالبة بالحرية والكرامة ورفع القيود عن حرية التحرك والتعبير". وأعلنت الجمعية أن المحتجزين المتظاهرين كانوا عزلا ولا يحملون أي سلاح، وكل أملهم هو أن يسمعوا صوتهم للمفوضية السامية لغوث اللاجئين وللمبعوث الأممي للصحراء، كريستوفر روس. وتطالب الجمعية الهيئات الدولية بجذب انتباه الحكومة الجزائرية لوقف الانتهاكات واحترام مواثيق حقوق الإنسان، سواء في مخيمات تيندوف أو على التراب الجزائري. كما تطالب المنظمات والهيئات الحكومية وغير الحكومية وبرلمانيي العالم وأصحاب الضمائر الحية بالتنديد بالأوضاع المزرية والكارثية للمحتجزين بمخيمات تيندوف، والوقوف معهم في محنتهم الإنسانية.