قال بيان إن الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور قبل استقالة الحكومة التي أعلنها رئيسها حازم الببلاوي يوم الاثنين، فيما يمكن أن يكون تمهيدا لإعلان ترشح وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة. حكومة عدلي منصور خلال تعيينها (خاص) قال البيان الذي أصدره متحدث رئاسي إن الببلاوي ترأس الحكومة في وقت "دقيق وصعب بعد ثورة 30 يونيو المجيدة" في إشارة إلى الاحتجاجات الحاشدة التي سبقت عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في الثالث من يوليوز. وقال الببلاوي في خطاب أذيع تلفزيونيا إن حكومته عملت على "إخراج مصر من النفق الضيق"، في إشارة إلى العنف السياسي والتدهور الاقتصادي والانفلات الأمني الذي تمر به أكبر الدول العربية سكانا. وكان منصور عين حكومة الببلاوي بعد عزل مرسي. وقال الببلاوي "اليوم مجلس الوزراء اتخذ قرارا بتقديم استقالته للسيد رئيس الجمهورية". وأضاف "لا أكتفي بتقديم الاستقالة لرئيس الجمهورية وإنما أتحدث إليكم... نحن أمام وضع بالغ الاختلاط. أمام هذا البلد آفاق هائلة للتقدم وفي الوقت نفسه أمامنا مخاطر". وجاءت استقالة حكومة الببلاوي مفاجئة، حيث كان متوقعا إجراء تعديل وزاري محدود يسمح بترشح السيسي، قائد الجيش للرئاسة، لكن يبدو أن احتجاجات عمالية واسعة شكلت ضغوطا كبيرة على الحكومة. وقال مصدر أمني إنه من المرجح تكليف وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية إبراهيم محلب بتشكيل الحكومة الجديدة. ولم يعلن الببلاوي سببا لاستقالة الحكومة، التي قالت بوابة الأهرام على الإنترنت إن منصور كلفها بتسيير الأعمال لحين تشكيل الحكومة الجديدة. لكن مسؤولا قال لرويترز "استقالة الحكومة خطوة كانت مطلوبة قبل إعلان السيسي ترشحه للرئاسة". وأضاف أن الحكومة قدمت استقالة جماعية لرغبة السيسي في ألا يبدو منفردا بالتصرف. وكان زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولي، تقدم باستقالته في آخر يناير. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية، خلال شهور، ويرجح أن يخوضها السيسي الذي يتعين عليه الاستقالة من منصب النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع لكي يتسنى له الترشح. ولدى إعلان استقالة الحكومة عوضت البورصة خسائر منيت بها في الصباح وارتفع مؤشرها بنسبة 0.26 في المائة إلى 8029.37 نقطة. وتشن السلطات حملة على جماعة الإخوان المسلمين، منذ عزل مرسي، كما اتخذت الحكومة إجراءات قضائية ضد نشطاء علمانيين لعبوا دورا في الانتفاضة، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011، كما شاركوا في الاحتجاجات ضد مرسي. ومن بين أسباب الاضطراب في مصر وجود متشددين إسلاميين في شبه جزيرة سيناء يشنون هجمات على الجيش والشرطة أسفرت إلى الآن عن مقتل مئات من الجانبين. وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس التي تنشط في شمال سيناء مسؤوليتها عن هجوم على حافلة للسائحين قتل فيه كوريان جنوبيان الأسبوع الماضي ما تسبب في مزيد من الخسائر للسياحة، التي أضر بها الاضطراب السياسي. وقالت جماعة أنصار بيت المقدس أيضا إنها مسؤولة عن استهداف رجال جيش وشرطة. وتقول السلطات إنها تستهدف جماعة أنصار بيت المقدس بحملة عسكرية على معاقل لها في شمال سيناء. وقال بيان نشر على صفحة المتحدث العسكري بموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنت إن عملية للقوات المصرية يوم الاثنين أسفرت عن مقتل "أحد عناصر جماعة بيت المقدس". وقال مصدر أمني إن من المرجح أن يبقى وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم -الذي يقود الحملة على الإخوان المسلمين، في الحكومة الجديدة. ودعمت السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت حكومة الببلاوي بملايير الدولارات، لكن أي حكومة جديدة ستقع كما يقول مراقبون تحت ضغوط لوضع خطط طويلة الأجل لتقوية الاقتصاد المتدهور.