توفي الفنان والمؤلف المسرحي والسينمائي المهدي الأزدي، مساء أول أمس الخميس، عن عمر ناهز 75 عاما، ليزيد من محنة الساحة الفنية المغربية الآخذة في فقدان العديد من أيقوناتها. ووري جثمان الراحل الأزدي الثرى، بمقبرة حي باب دكالة بالمدينة العتيقة لمراكش، بعد صلاة ظهر أمس الجمعة، وسط حشد غفير من الفنانين والمثقفين المراكشيين. وسبق ل"المغربية" أن انفردت بحوار مع الأزدي، الذي ولد سنة 1938 بحي باب دكالة، وترك سجلا حافلا بالعديد من الأعمال الفنية المسرحية والسينمائية والتلفزيونية المتميزة، ما أكسبه حضورا نوعيا على الساحة الفنية المغربية. ويعتبر الراحل من أبرز الوجوه المسرحية المراكشية النشيطة التي راكمت أعمالا محترمة، منذ أزيد من50 سنة، استطاع التألق سواء على مستوى التمثيل أو الكتابة أو الإخراج، جمع بين التمثيل والتأليف وإنجاز الديكور. ألف العديد من المسرحيات، التي قدمتها فرقة الوفاء المراكشية، من قبيل "أيام الفرح" و"فضيلة والشيطان"، إذ كانت جل مسرحيات وسكيتشات فرقة الوفاء في البداية من تأليفه، قبل أن يلتحق عبد السلام الشرايبي بالفرقة، الذي أبدع لها مجموعة من الأعمال، بثت هي الأخرى على شاشة التلفزة وعلى أمواج الإذاعة، بالتناوب مع أعمال فرقة الراحل البشير لعلج . بعد مغادرته للدراسة، التحق المهدي الأزدي بالعمل المسرحي، وكان يشتغل في ورشة للبناء، لتوفير بعض مصاريف الحياة اليومية، لأن الأموال التي كان يجنيها من العمل المسرحي لا تكفي لسد رمق الحياة، قبل أن يتوقف عن ممارسة مهنة البناء لتقدمه في السن، إضافة إلى عدم القدرة على تحمل مشاقها. كانت البداية بالمعهد المسرحي والموسيقي بالمدينة الحمراء، والتحق بنادي كوميديا للمسرح، حيث شارك في مجموعة من الأعمال المسرحية من إخراج الفرنسي كيني، منها "حاكم مالطا" سنة 1957، و"المغامرة العجيبة" سنة 1959. وشارك الفنان الراحل، لأزيد من 50 سنة، مع فرقة الفنانين المتحدين، التي كانت تضم كلا من نادي كوميديا وفرقة الأطلس وفرقة الوفاء المراكشية، في مسرحية "الزواج بلا إذن". كما شارك مع فرقة الوفاء المراكشية، من سنة 1960 إلى سنة 1999، مع رفقاء دربه الراحل محمد بلقاس وعبد الجبار لوزير ومليكة الخالدي وكبور الركيك وأمينة الرشيش وعبد السلام الخالدي، في أزيد من 30 مسرحية صور أغلبها للتلفزيون ومن أشهرها "الحراز"، و"سيدي قدور العلمي"، و"هالالاي"، و"دار الشمايت"، و"مولات الري والشوار"، و"بنت الفشوش" و"الزواج بالحيلة". وكتب وأخرج عددا من الأعمال المسرحية، منها "المزاوك فالله" سنة 1961، و"حارس مكتب الوكيل" سنة 1962، و"السر المكتوم" سنة 1963، و"مولات الري والشوار" 1964، و"الزواج بالحيلة" سنة 1972، و"أيام الفرح" سنة 1977، و"فضيلة والشيطان" سنة 1982، و"جيران الرحمة" سنة 1972، و"بنات الحومة" سنة 1993، إضافة إلى المسلسل الإذاعي "كنوز الفضايل" سنة 1995، والعديد من المسلسلات التلفزيونية والأعمال السينمائية الدولية، كان آخرها فيلم "عيسى".