أشاد عامل إقليم ميدلت، علي خليل، خلال اجتماع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، للمصادقة على مقترحات اللجان للتنمية البشرية، ب"الوقع الإيجابي لمشاريع المبادرة الوطنية على السكان بالمنطقة، خاصة الفئات المستهدفة". وقال عامل إقليم ميدلت، خلال الاجتماع، الذي نظم مساء الثلاثاء الماضي، على هامش الدورة 16 للخميس الإعلامي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بعمالة إقليم ميدلت، تحت شعار "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتعزيز الخدمات والبنيات التحتية الاجتماعية الأساسية بالمناطق المعزولة"، إن "المسؤولين بالمنطقة غير خجولين من الواقع"، منوها بالروح الإبداعية للمبادرة وفلسفتها، التي مكنت من ابتكار حلول جديدة، لتغيير الظروف المعيشية للسكان، وضمان العيش الكريم. وذكر أنه أنجز، خلال 3 سنوات الأخيرة، في إطار فك العزلة عن العالم القروي بالإقليم، أزيد من 600 كلم من الطرق بفضل تدخلات المبادرة الوطنية، إضافة إلى ربط العديد من المناطق، خاصة المعزولة، بالماء الصالح للشرب (57 دوارا في ظرف 4 سنوات) وبالشبكة الكهربائية (52 دوارا استفادت منه 1340 أسرة)، مشددا على أن تغيير نمط الحياة يأتي استجابة للحاجيات الملحة للسكان. وأشاد عامل الإقليم برعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا الإقليم، مؤكدا أن الزيارة الملكية للمنطقة كان لها أثر إيجابي على حياة السكان. كما نوه بالتحولات الكبيرة بإقليم ميدلت على المستويات الاجتماعية والاقتصادية. من جهته، قال سعيد العريبي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة ميدلت، إن عدد المشاريع التي أنجزت بعمالة إقليم ميدلت منذ انطلاق المبادرة في 2005 إلى 2013 بلغت حوالي 750 مشروعا. وأوضح العريبي، في تصريح ل"المغربية"، أن مشروع التأهيل الترابي أعطى دفعة أساسية، من أجل خلق توازنات مجالية بين المناطق المعزولة والمناطق الأخرى، وأن المشاريع التنموية متنوعة، همت خمسة برامج أساسية، حددها في برنامج محاربة الفقر بالعالم القروي، إذ انتقل عدد الجماعات المستفيدة من 13 جماعة إلى 20 جماعة قروية مستهدفة، ثم البرنامج الأفقي الذي استهدف مختلف الهيئات المدنية والجماعات القروية والسكان المحليين وحاملي الشهادات العليا، وبرنامج الهشاشة، الذي يستهدف مجموعة من الفئات كالأطفال المتخلى عنهم، والمسنين، فضلا عن برنامج التأهيل الترابي. وأفاد رئيس قسم العمل الاجتماعي أن برنامج التأهيل الترابي استهدف عمالة إقليم ميدلت ضمن 22 عمالة وإقليما شملها هذا البرنامج، وهي عمالات وأقاليم معزولة، ويهم 5 قطاعات أساسية، منها الطرق والمسالك، والصحة، والتعليم، والكهربة، والماء الصالح للشرب. وأوضح أن مجال التدخل بالنسبة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية متنوع بعمالة إقليم ميدلت، من خلال استهداف مقاربة النوع الاجتماعي، كالنساء والشباب والأطفال، معلنا أن الهدف في التصور المستقبلي هو الرفع من مستوى الخدمات الأساسية والبنيات التحتية للمواطنين، وأن العمل جار مع الجمعيات لخلق مشاريع مدرة للدخل، لضمان الكرامة للمواطن الميدلتي، معتبرا أن وقع المبادرة مباشر، إذ يبقى تحقيق الكرامة وتوفير البنية التحتية أهم الأهداف من أجل ضمان الكرامة الإنسانية والتنمية المستدامة. وشهد إقليم ميدلت ميلاد العديد من المشاريع المدرة للدخل، والتي تحظى بالأولوية ضمن المشاريع المبرمجة، من بينها، مشروع وحدة إنتاج عصير وخل التفاح بمنطقة إيملشيل، مولته المبادرة الوطنية لصالح جمعية أخيام، واستفادت منه تعاونية أسيف ملول. وقال مستفيد من المشروع إن الهدف يتمثل في تثمين منتوج التفاح، والمساهمة في تقليص نسبة البطالة في صفوف الشباب الموجزين والحاصلين على الشهادات، كما أنه بدخل في إطار أنشطة المشاريع المدرة للدخل. وأوضح أن التعاونية مكونة من 17 فردا، نساء ورجالا، ومكن فلاحي المنطقة من بيع منتوجهم للتعاونية بثمن مناسب، خاصة التفاح الأقل جودة، الذي يستخدم في صناعة عصير وخل التفاح، الذي تنتجه التعاونية. وأضاف "رغم الصعوبات التي واجهت الجمعية في البداية من خلال التسويق، إلا أنها تمكنت من التغلب عليها، بفضل مساعدة المبادرة، التي ستمكننا من التمويل لشراء سيارة ستساعدنا على تسويق منتوجاتنا، وخلق دينامية اقتصادية في المنطقة". مشروع آخر يدخل في إطار المبادرة الوطنية سيرى النور قريبا، ويتعلق الأمر بمشروع فلاحي سيستفيد منه أساسا المعطلون حاملو الشهادات. وأوضح مستفيد من المشروع أن جمعية آيت أفلمان المستفيدة مكونة من حاملي الشهادات من مهندسين وتقنيين وتقنيين متخصصين في مجالات مختلفة، موضحا أن مساهمة المبادرة كانت بملبغ 200 ألف درهم، والتمويل المتبقي منحه للجمعية مخطط المغرب الأخضر، مشيرا إلى أن الجمعية بصدد وضع آخر اللمسات لبدء المشروع، بعد حفر البئر، وتثبيت الألواح الشمسية التي سنستعملها في ضخ المياه للسقي بالتنقيط. وأضاف المستفيد "هذا المشروع فتح أمالا أمامنا كشباب حاملين للشهادات لتوديع عالم البطالة، وكنا ننتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر، فأغلبية أعضاء الجمعية في سن الأربعين، وكانوا لا يتوفرون على عمل قار، لذا، سنعمل بجد لإنجاح مشروعنا، وسنوفر بدورنا فرص عمل لشباب آخرين".