قالت مصادر أمنية إن أربعة أشخاص قتلوا في تفجير انتحاري، أول أمس الثلاثاء، بمنطقة سكنية في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانيةبيروت، وهي معقل لجماعة حزب الله. مخلفات انفجار هز وسط بيروت (خاص) تزايد التوتر في لبنان بسبب الصراع السوري في الفترة الأخيرة، وأرسلت جماعة حزب الله الشيعية مقاتلين ومستشارين لمساعدة حليفها الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية في حربه ضد مقاتلي المعارضة وغالبيتهم من السنة. وقالت مراسلة لرويترز إنها شاهدت أشلاء جثة يبدو أنها للمهاجم الانتحاري في موقع الانفجار بينما كان عُمال الطوارئ ينقلون الجرحى من المنطقة التي شهدت تفجيرا مماثلا على بعد أقل من مائة متر في وقت سابق من الشهر الجاري. وقال كمال عبد العلي، وهو جريح في مستشفى قريب من المنطقة "كنت أمر في الشارع عندما حدث الانفجار. لا أتذكر كيف طرت في السماء ووقعت على الأرض". وتصاعدت النيران من مبنى وخيمت سحابة دخان على الشارع قرب حطام سيارات محترقة وحشود تقف في مكان الانفجار. وجاء في بيان للجيش اللبناني الذي طوق المنطقة "انفجرت سيارة رباعية الدفع نوع كيا .... مفخخة بكمية من المتفجرات في محلة حارة حريك - الشارع العريض وهي مسروقة ومعممة أوصافها سابقا". وكشف وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل أن السيارة المستخدمة في انفجار حارة حريك انفجرت أولا، مضيفا أن الحزام الناسف الذي كان يرتديه الانتحاري لم ينفجر. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إنه "وبعد الكشف الميداني للأجهزة الأمنية على مكان الانفجار في حارة حريك تبين أن السيارة التي فجرت كانت محملة بقذائف هاون من نوع 120 ملم مربوطة بجهاز للتفجير". ووقع الانفجار في شارع مزدحم مليء بالمحلات والمطاعم الصغيرة في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية التي تسكنها غالبية شيعية. وانفجار يوم الثلاثاء يشبه إلى حد بعيد الانفجارات السابقة ضد أهداف لجماعة حزب الله تبناها مسلحون سنة. وتبنت جبهة النصرة في لبنان المرتبطة بتنظيم القاعدة، في بيان على حسابها المزعوم على تويتر، تفجير حارة حريك وتوعدت بمزيد من الهجمات. ولم يتسن التأكد من هذا الزعم. وتعرضت معاقل جماعة حزب الله لهجمات صاروخية وبالقنابل أعلن المسؤولية عنها متشددون سنة بما فيها انفجار في نفس مكان انفجار حارة حريك في الثاني من يناير أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل. وما يزال لبنان يكافح للتعافي من الحرب الأهلية، التي اندلعت بين عامي 1975 و1990 وهو بدون حكومة كاملة الصلاحيات، منذ مارس الماضي. وقال علي حسن خليل، وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال للتلفزيون الجديد اللبناني "من الواضح اليوم أننا نعيش أحدث حلقة من سلسلة الأعمال الإرهابية المنظمة التي تستهدف استقرار وأمن البلاد". وقالت مصادر أمنية لرويترز إن أربعة أشخاص لقوا حتفهم في هجوم يوم الثلاثاء وأصيب 20 آخرون على الأقل بجروح. وهذا التفجير هو الثالث الذي يستهدف معقلا لجماعة حزب الله هذا العام. ووقع الانفجار الأول بعد أسبوع من انفجار سيارة ملغومة أدت إلى مقتل وزير المالية السابق محمد شطح - أحد منتقدي حزب الله والرئيس السوري بشار الأسد، وستة آخرين في بيروت. وفي علامة أخرى على امتداد الصراع السوري إلى لبنان تجدد القتال في مدينة طرابلس في شمال لبنان حيث قتل سبعة أشخاص على الأقل، منذ يوم السبت الماضي في قتال بين فصائل تدعم الأطراف المختلفة في الحرب الأهلية في سوريا.