احتفلت جمعية الريف للتضامن والتنمية "أريد" ومركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، طيلة يوم الأحد 12 يناير 2014، بمكناس، برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2964. من أجواء حفل التكريم كان المركب الثقافي الفقيه محمد المنوني التابع للمديرية الجهوية للثقافة مسرحا لهذه التظاهرة الثقافية التي افتتحت بندوة فكرية تحت عنوان "السنة الأمازيغية: التاريخ والدلالات" شارك فيها مجموعة من الشخصيات الأدبية والفكرية ونشطاء أمازيغ، من بينهم عبد السلام الخلفي، ومها الجويني، وأحمد زهيد، وكمال هشكار، ومولود لونيس، وعبد المنعم العزوزي، تطرق خلالها المتدخلون إلى التعريف بالسنة الأمازيغية ودلالاتها التاريخية، التي تمثل الاحتفال بالأرض وبالذاكرة وبالإنسان على اعتبارها مكونات أساسية للهوية الوطنية بشتى أبعادها وتعددها. وأبرزوا أن الاحتفاء بذكرى ليلة 12 يناير الأمازيغية هو في الأصل احتفال ببداية الموسم الفلاحي الحقيقي لدى الأمازيغ٬ ويحيل بالتالي إلى الارتباط بالأرض على اعتبار أن الحدث يرتبط بالنشاط الفلاحي السائد، خصوصا في المناطق الجبلية والسهلية والواحات، وهي النقط التي كانت وما تزال في مجملها آهلة بالسكان الأمازيغ. ومن أبرز فقرات الاحتفال، عرض شريط "القدس أصداء الملاح" لمخرجه كمال هشكار، وتكريم الدكتور الفنانة الأمازيغية الشريفة ابنة الأطلس المتوسط، والحسن بلعربي المتخصص في الهندسة الكيماوية بجامعة ألميريا الإسبانية، والحاصل السنة المنصرمة، على جائزة الجامعة العربية للمهاجر التي تمنحها جامعة الدول العربية كل سنة بمناسبة اليوم العالمي للمهاجر، خلال تنظيم حفل فني متنوع ساهمت في إحيائه فرق فنية أمازيغية من الريف، منها مجموعة محمد نيوميديا، ومجموعة "اكراف باند"، وأخرى من الأطلس المتوسط من أبرزها فرقة الفنان محمد مغني، ومثلت مجموعات "أمديازن" و"أحواش" منطقة سوس والأطلس الكبير. وأوضح عبد السلام بوطيب، رئيس جمعية "أريد"، في تصريح ل"لمغربية"، أن احتفالات هذه السنة تكتسي طابعا متميزا كونها تنظم على وقع دسترة الأمازيغية، مشيرا إلى أن الاحتفال بمناسبة 12 يناير يحيل بالأساس إلى إحياء الذاكرة قائلا "حينما نتحدث عن الذاكرة نتحدث بالضرورة عن الهوية وبالتالي عن الجذور والأصول"، مشددا على أن "من لا أصل له لا مستقبل له". واعتبر بوطيب أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية هو٬ وإن كان احتفاء بنهاية موسم فلاحي لاستقبال موسم آخر٬ أضحى يمثل مناسبة "للتذكير بالهوية المغربية المتنوعة في إطار التعدد والاختلاف. وفي هذا الصدد، نوه رئيس جمعية "أريد" بالاحتفالات التي ميزت هذه السنة، معتبرا الحدث تعبيرا قوميا صرفا عن التنوع الثقافي واللغوي، الذي ينم عن قدرة المملكة المغربية على احتضان مجتمع متعدد الروافد الثقافية. وختم بوطيب تصريحه بالقول إن رأس السنة الأمازيغية بات يكتسي طابعا استثنائيا لم يشهد له مثيلا، بحيث أصبحت العديد من الجمعيات تحرص على إحياء هذا اليوم بشكل رسمي وموحد على أمل أن يصبح يوم عطلة في المستقبل، على غرار فاتح يناير الميلادي، وفاتح محرم الهجري.