يعرض الفنان التشكيلي عبد الله بلعباس، بفضاء بولهو بابن سليمان، لوحاته الفنية، التي تتنوع تيماتها بين البحر والجسد والوجوه، من 16 إلى غاية 30 نونبر الجاري. الفنان التشكيلي المغربي عبد الله بلعباس رفقة إحدى لوحاته يضم المعرض، الذي ينظمه ملتقى بن سليمان للثقافة والفنون، 21 لوحة، رغم تنوعها فهي تعتمد طريقة اشتغال موحدة، إذ اعتمد فيها الفنان على توظيف الألوان بشكل يجعل فضاء اللوحات يبدو "شفافا" (Limpide) فتبرز العناصر الموظفة لتنمحي، سواء كانت وجها أو تفصيلا من جسد أو بابا، وتتشكل مع نتوءات "السند" قماشا أو خشبا. وتميز افتتاح المعرض، يوم 16 نونبر الجاري، بحضور عدد من الشخصيات من عالم الفن والثقافة، وقفت على احترافية الفنان وهو يُنطق اللوحات. فبفضاء بولهو، المقهى الأدبي، الذي يحتفي بالأدب والشعر والفن التشكيلي، تراصت اللوحات التشكيلية التي عكست شغف الفنان بترويض الألوان، وإعطاء كل لوحة روحا تكلم المتلقي بلغة شفافة ومختلفة. تحملنا لوحات بلعباس بين الوجوه والأجساد والبحر، التي تشكل موضوعا خصبا لعدد من أعماله، دون أن يخصص لها ملامح معينة، تاركا للمتلقي فرصة تجسيد شخصية اللوحة. يقول الفنان عبد الله بلعباس "هذا المعرض يكشف عن المسارات الأربعة، التي اشتغل عليها منذ سنوات، وهي الجسد والأبواب والوجوه والبحر، وما يجمع بينها هو طريقة الاشتغال التي أسعى إلى أن تمنح المشاهد ألوانا شفافة تبدو معها عناصر اللوحة مقاما من انسياب اللون على السند... هو بحث مستمر ولا شيء مكتمل. إنها الفكرة، ويبقى العمل مفتوحا على المغامرة". وتعد بورتريهات الشخصيات الثقافية والأدبية والسياسية، العالمية والوطنية جزء من إبداعاته الفنية، التي خصص لها معرضا في الجديدة، في شهر ماي، وفاس في أكتوبر الماضي، ولقيت صدى طيبا لدى الجمهور وعدد من رجال الفن والأدباء، الذين اعتبروها تجربة مهمة تعيد الاعتبار لأعلام الفكر في بلادنا. لعبد الله بلعباس، ابن مدينة الجديدة، أسلوبه الخاص في التعاطي مع اللوحة، في كثير من الأحيان، ما يجعل العلاقة مباشرة، دون وساطة الريشة، أو أي أداة من أدوات الرسم، حين يستعمل الأصابع لمزج الألوان ووضع الخطوط، لتبقى الريشة مجرد وسيط ينقل إحساس الفنان إلى العلن (اللوحة). بساطة الأدوات التي يشتغل بها، غالبا ما تعطي بعدا آخر لإنجازاته الفنية، إذ يكفي قطعة ورق من جريدة، أو قطعة خشب، أو قماش ليقدم عملا راقيا غالبا ما يتأثر بنزعة فلسفية ظلت تسكنه، منذ كان يدرس الفلسفة إلى أن أصبح أستاذا لها. يلقبونه بصديق البحر والنوارس لشدة تعلقه بهما في أغلب أوقات فراغه، ويبدع أيضا في تصوير جمال طبيعة مدينته، ميناؤها وبحرها وقوارب صياديها البسطاء، ويحرص على توثيق، بالصورة، صبحها بألوانه التي تختلف باختلاف الأيام والفصول. هو شاعر أيضا، يستطيع ترويض الحرف كما الريشة، ليصنع قصيدة يقول إنها تنقل صورة معينة في مخيلته إلى حروف أدبية. شارك في كثير من المعارض الفردية والمشتركة في العديد من المدن المغربية في الرباط والبيضاء والجديدة، وسلا وفاس...وفي كل مرة يقدم أعمالا خارج التصنيف، ليكون من بين القلائل، الذين يؤسسون ل "مدرسة" من الفن التشكيلي لا تحكمها إلا طاقة خيالية خصبة، وتفرز موهبة تلقائية نادرة.