أبرزت المجلة الأمريكية نصف الشهرية (ناشيونال إنتيرست)، المتخصصة في القضايا الاستراتيجية، على بعد أيام قليلة عن الزيارة التي سيقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى واشنطن، الدور المركزي الذي يضطلع به جلالة الملك على الصعيد الدولي كقوة للاعتدال والتوافق، علاوة على الدور الريادي الملكي الذي جعل المغرب "ملاذا للاعتدال الديني، والاجتماعي والسياسي، في فضاء إقليمي تسوده الشكوك والاضطرابات وأجواء عدم اليقين". أكد دوف زاركهيم، كاتب هذا المقال التحليلي، والذي عمل أيضا كمساعد لكاتب الدولة الأمريكي في الدفاع من 2001 إلى 2004، وكمنسق مدني للبنتاغون من أجل إعادة إعمار أفغانستان من 2002 إلى 2004، أن "الدور الريادي المتبصر لجلالة الملك محمد السادس، المنحدر من سلالة النبي، جعل المملكة ملاذا للاعتدال الديني والاجتماعي والسياسي في محيط إقليمي تسوده الشكوك والاضطرابات وأجواء عدم اليقين". وفي هذا السياق، ذكر زاركهايم، عضو مجلس إدارة (ناشيونال إنتيرست)، أن جلالة الملك اقترح على شعبه دستور 2011، الذي يتميز بطابعه الشمولي، بالنظر إلى أنه "يسهر على حماية وضعية الأقليات الدينية، خصوصا المسيحيين واليهود، في إطار مقاربة غابت في باقي البلدان العربية". ولاحظت المجلة الأمريكية، في عددها الأخير، أن المغرب يستمد خصوصيته من هويته الوطنية العربية الإسلامية الأمازيغية الصحراوية الحسانية، التي تتغذى من روافده الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية. من جهة أخرى، تطرق زاركهيم إلى الشراكة بين الولاياتالمتحدة والمغرب، الحليف الذي يحظى ب"تقدير" واشنطن، التي ظلت على الدوام شريكا ملتزما بمكافحة التطرف الديني، الذي تنشره القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والجماعات المتطرفة الأخرى التي تنشط بمنطقة الساحل والصحراء. وبخصوص القضية الفلسطينية، ذكر بالدور المتقدم الذي يضطلع به جلالة الملك بصفته رئيسا للجنة القدس، مؤكدا أن الدور المركزي الذي يضطلع به جلالة الملك على الصعيد الدولي يضعه في مكانة فريدة لمساعدة أطراف النزاع من أجل التوصل إلى توافق حول الوضع النهائي لمدينة القدس، التي تظل حجر عثرة أمام أي اتفاق شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.