سجلت عائدات الاستثمار الأجنبي المباشر في المغرب دون احتساب النفقات، زيادة قدرها 10,4 في المائة سنة 2012، وفقا لمؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية، لتصل إلى 2,8 مليار دولار مقابل 2,6 مليار سنة 2011. بذلك، بلغت مساهمة الاستثمار الأجنبي المباشر في التكوين الخام للرأسمال الثابت9,2 في المائة، وبلغ مخزون الاستثمار الأجنبي المباشر 49,2 في المائة من الناتج الداخلي الخام، مقابل 8,2 في المائة و44,4 في المائة على التوالي سنة 2011. وفي ما يخص العائدات، بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر نحو المغرب 32 مليار درهم سنة 2012 ، أي ما يعادل 3,7 ملايير دولار، بزيادة 23 في المائة، مقارنة مع 2011. ووفقا للمصدر نفسه، تم إنجاز 51 مشروعا جديدا في المغرب سنة 2012 مقابل 95 سنة 2001. وأفاد تقرير متعلق بمشروع قانون مالية 2014، سجل المغرب عددا أكبر من المشاريع"غرينفيلد، مقارنة بتونس (31 مشروعا، والأردن (23) والجزائر (17)، وباكستان (18)، في حين سجل عددا أقل مقارنة بمصر (60) مشروعا والشيلي ( 84 ) وكوريا الجنوبية (109)، وتركيا (142 مشروعا) والبرازيل (459). ويظهر التوزيع الجغرافي للاستثمار الأجنبي المباشر أن ما يقرب من ثلثي الاستثمار في المغرب مصدره فرنسا ( 39 في المائة) والإمارات العربية المتحدة ( 25 في المائة). وشهدت الاستثمارات الواردة من فرنسا، أكبر دولة مستثمرة في المغرب، ارتفاعا بنسبة 41 في المائة سنة 2012، لتبلغ 12,6 مليار درهم. ويرجع ذلك أساسا إلى تفويت الشركة الوطنية للاستثمار نسبتها من رأسمال مركز الحليب للفاعل الفرنسي دانون بقيمة 6,1 ملايير درهم، وكذا تفويت مساهمتها من شركة بيمو للمجموعة الأمريكية "موندينيز انترنسيونال" (كرافت فودز سابقا)، مقابل 1,3 مليار درهم. وأضاف المصدر ذاته أن الاستثمار الأجنبي المباشر من دولة الإمارات العربية المتحدة بلغ 7,9 ملايير درهم سنة 2012، بزيادة قدرها 71 في المائة، ارتباطا بمشاريع المجموعة الإماراتية "طاقة"، من خلال فرعها المحلي JLEC 5& 6، المسؤول عن توسعة محطة الجرف الأصفر لإنتاج الطاقة الكهربائية. وفي المقابل، انخفضت استثمارات إسبانيا في المغرب بنسبة 23 في المائة، لتحل محلها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أصبحت ثالث مستثمر في المغرب، بمبلغ 1,6 مليار درهم سنة 2012، أي بزيادة قدرها 54 في المائة مقارنة بسنة 2011. أما على المستوى القطاعي، فإن الصناعات التحويلية (26 في المائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر) كانت الأكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية المباشرة سنة 2012 ، بمبلغ قدره 8,3 ملايير درهم، أي بزيادة تبلغ 36 في المائة مقارنة بسنة 2011. ومن بين الصناعات التحويلية، تعتبر صناعة السيارات الأكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية المباشرة (11 في المائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر لسنة 2012)، تليها صناعة الأغذية (5 في المائة). وفي ما يخص قطاع الطاقة، تضاعف الاستثمار الأجنبي بأكثر من ثلاث مرات خلال سنة واحدة، ليصل إلى 5,3 ملايير درهم مقابل 1,7 مليار درهم سنة 2011. وأصبح هذا القطاع، الذي يمثل 17 في المائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر، القطاع الثالث الأكثر جاذبية للاستثمار الأجنبي المباشر في المغرب بعد قطاع العقار. من جهته، شهد قطاع المال والتأمين نموا بنسبة 68 في المائة، باستثمار قدره 4,8 ملايير درهم سنة 2012. وفي المقابل، شهدت قطاعات العقار والسياحة (25 في المائة و5 في المائة على التوالي من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر) انخفاضا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 3 في المائة و35 في المائة على التوالي. ووفقا لتقديرات مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية، سيظل الاستثمار الأجنبي المباشر سنة 2013 قريبا من مستواه المسجل في سنة 2012 دون أن يتجاوز 1450 مليار دولار. وعلى المدى المتوسط، يرتقب أن تتحسن الظروف الماكرو اقتصادية لتعطي دفعة قوية لاسترجاع الثقة لدى المستثمرين. ويمكن أن تصل تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 1600 مليار دولار سنة 2014 و1800 مليار سنة 2015 . وبالنسبة للمغرب، تبقى آفاق استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة رهينة بتطور النشاط الاقتصادي العالمي، خاصة برامج الاستثمار القادمة من الاتحاد الأوروبي، الشريك الرئيسي للمغرب. وتبقى هذه التوقعات واعدة في سياق يتميز بانتعاش اقتصادي معتدل في أغلب الدول المتقدمة. وهكذا، يرتقب إنجاز عدة مشاريع للاستثمار الأجنبي في المغرب، خلال الفترة 2013-2014، خصوصا افتتاح الخط الثاني من مصنع رونو طنجة بهدف بلوغ إنتاج 340 ألف سيارة سنويا؛ وانطلاق المفاوضات بين شركة فيفندي الفرنسية وشركة "اتصالات" الإماراتية لتفويت حصتها التي تبلغ53 في المائة في شركة اتصالات المغرب؛ وإبرام المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب عقد شراء وتوريد الكهرباء لمدة 30 عاما لمشروع محطة الفحم النظيف لأسفي مع شركة "سافي اينيرجي كومباني"، المكونة من شركات "اس دي اف" و"ناريفا هولدينغ" و"ميتسوي أند كو"، فضلا عن إعلان الوكالة المغربية للطاقة الشمسية "ماسن" عن انتقاء 7 شركات ستقدم مقترحاتها للظفر بطلب العروض الذي سيعلن عن انطلاقته في مستهل الفصل الرباع من سنة 2013، والذي سيفرز المطورين المحتملين لإنجاز المراحل المقبلة من مركب الطاقة الشمسية "نور" بورزازات.