تعززت السياسة الاجتماعية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس الثلاثاء بإقليمالرشيدية، بمشاريع جديدة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أعطى انطلاقتها أو دشنها جلالته، والرامية إلى تسريع فك العزلة عن بعض المناطق القروية أو النائية بالإقليم، وتحفيز تنمية هذه الفضاءات والارتقاء بظروف عيش سكانها. (ماب) وهكذا، أشرف جلالة الملك، حفظه الله، على تدشين الطريق المؤدي إلى دوار الحواسي عبر زاوية أوفوس (5,7 كلم)، وكذا إعطاء انطلاقة أشغال بناء الطريق الرابطة بين جماعة فركلة السفلى وقصور آيت بنعمار وقطع الواد (5 كلم)، وأخرى ستربط بين بلدية تنجداد وقصور توغاش (16,1 كلم). وستساهم هذه المشاريع، المندرجة في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الخاص بالتأهيل الترابي، التي رصدت لها استثمارات بقيمة 20,2 مليون درهم، في التنمية السوسيو- اقتصادية لمجموع الجهة، وذلك من خلال تحسين ولوج سكان اثني عشر دوارا تعوزها البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية (المدارس، المراكز الصحية...)، وكذا عبر تمكين السكان المستهدفين من التسويق الجيد لمنتوجاتهم المحلية. وتستفيد من برنامج التأهيل الترابي لإقليمالرشيدية 18 جماعة قروية، وهو يروم، على الخصوص، تحسين ظروف عيش سكان بعض المناطق الجبلية أوالمعزولة، وتقليص الفوارق في مجال الولوج للبنيات التحتية الأساسية والتجهيزات وخدمات القرب، وإدماج سكان هذه المناطق في الدينامية التي أحدثتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ويشمل التنفيذ الإقليمي لهذا البرنامج، الذي رصد له غلاف مالي قدره 177,7 مليون درهم، عددا من العمليات التي تروم تعزيز البنيات التحتية الصحية، وتحسين الولوج للبنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية، ومحاربة الهدر المدرسي، وتعزيز شبكة الربط بالكهرباء والماء الشروب، إضافة إلى فك العزلة عن سكان المناطق الجبلية. ويتعلق الأمر، على الخصوص، ببناء ست منشآت فنية، وإنجاز 104 كلم من الطرق والمسالك، وبناء خمس وحدات سكنية لفائدة الأطباء والممرضين، و238 سكنا للمدرسين، وكهربة 29 دوارا (755 أسرة)، وربط 32 من الدواوير بشبكة الماء الصالح للشرب. وتأتي النتائج الإيجابية المسجلة في تنفيذ برنامج التأهيل الترابي، لتعزيز مختلف العمليات المنفذة على مستوى الإقليم في إطار البرامج الأربعة الأخرى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ألا وهي برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي، وبرنامج محاربة الهشاشة، والبرنامج الأفقي، وبرنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري. كما تروم هذه العمليات، محاربة الهشاشة والفقر، لاسيما من خلال النهوض بالأنشطة المدرة للدخل، ودعم إحداث المشاريع الصغرى، وتحفيز الجمعيات وتعبئة الموارد والثروات الطبيعية. وفي هذا السياق تندرج المشاريع المدرة للدخل، التي قدمت لجلالة الملك بالمناسبة، والتي تهم مجالات تربية النحل، وتربية العجول والنعاج من سلاسة "الدمان"، وتثمين المنتوجات المحلية (التمور، الحناء، الكمون)، وإنتاج الكسكس التقليدي وتسويق المستحثات ومختلف أدوات التزيين. وقد مكنت هذه المشاريع المدرة للدخل من إرساء آليات للتنمية الاقتصادية تعتمد الإبداع والابتكار في ما يتعلق بوضع تصور وتصميم المشاريع، بما من شأنه إدماج السكان، الذين يعيشون وضعية صعبة، في الدورة الاقتصادية، وذلك عبر تمكينهم من الولوج للأسواق والمشاركة في الحياة النشيطة.