نظم سائقو حافلات النقل الطرقي، بعد ظهر أول أمس الأربعاء، مسيرة احتجاج بالدارالبيضاء، انطلاقا من محطة الطرق أولاد زيان، أربكت حركة المرور عند مدخلي الطريق السيار بكل من بن امسيك وسيدي عثمان. وأفادت مصادر "المغربية" أن المسيرة لم تتعرض للمنع عند نقطة انطلاقها بالمنطقة التابعة أمنيا لعمالة الفداء إلا بعد بلوغها المنافذ المطلة على الطريق السيار بكل من بن امسيك وسيدي عثمان، ما أدى إلى عرقلة حركة السير. وقالت مصادر نقابية إن المسيرة ختمت البرنامج الاحتجاجي المسطر من طرف بعض نقابات النقل، منذ الاثنين الماضي، وعاد المحتجون إلى عملهم بشكل عاد، صباح أمس الخميس، مع قرار الزيادة في تسعيرة النقل، بدعوى عدم تراجع الحكومة عن الزيادة في المحروقات. وأوضحت مصادر نقابية أن المحطة الطرقية أولاد زيان بالبيضاء شهدت، أول أمس الأربعاء، ارتباكا في الرحلات الرابطة بين عدد من المناطق بعد مسيرة سائقي حافلات نقل المسافرين، فيما علمت "المغربية" أن إضراب النقل شل الرحلات الرابطة بين فاس والدارالبيضاء وأن عددا من المسافرين عانوا من الاكتظاط في رحلات القطار بين المدينتين. وقال أحمد العالم، الكاتب العام لنقابة نقل الشاحنات بفاس، التابعة للاتحاد العام للشغالين في تصريح ل"المغربية"، إن مهنيي نقل المسافرين يلوحون برفع الأسعار بنسبة 25 في المائة، كما أن العاملين في نقل البضائع قرروا زيادة 100 درهم في كل 100 كيلومتر. واعتبر العالم أن الزيادة في تعريفة نقل الأشخاص يكون لها تأثير مباشر على المواطنين، فيما يكون وقع الزيادة في نقل البضائع أكثر على المستهلك، لأن المنتج يرفع بدوره أسعار بضاعته بعد الزيادة في تعريفة النقل، وتكون الزيادة مضاعفة وانعكاسها أقوى. من جهته، أكد أحمد صابر، الكاتب العام للنقابة الوطنية لمهنيي سيارات الأجرة، التابعة للاتحاد العام للشغالين، أنه جرى تعليق الإضراب، بعد عدم استجابة الحكومة لمطالب الشغيلة، ومن المنتظر أن تعقد نقابات القطاع ندوة صحفية بالدارالبيضاء تسطر خلالها برامج نضالية جديدة. وقال حسن الخلعي، الكاتب العام للجامعة المغربية لاتحاد الناقلين العموميين للاشخاص، إن نسبة المشاركة في الإضراب الوطني بلغت 80 في المائة، وأن الإضراب شل حركة النقل بنسبة 100 في المائة خاصة في فاس ومكناس وطنجة، فيما حقق نسبة 60 في المائة في مدن أخرى. وتحدث الخلعي، في تصريح ل"المغربية"، عن تنظيم مسيرات بوسائل النقل في اتجاه الرباط، انطلقت من الداراالبيصاء، ومنعت بطريق أولاد زيان والطريق السيار، فيما منعت مسيرات مماثلة في فاس ومكناس وطنجة، ومنع تجمع للمهنيين بشارع الحسن الثاني ومحطة القامرة بالرباط. واعتبر الخلعي أن" الإضراب وسيلة للفت الانتباه بأن القطاع على وشك الإفلاس، بسبب الزيادة مرتين في المحروقات خلال هذه السنة، بلغت في مجموعها 1.69 درهم". وتوقع الخلعي أن تدخل شغيلة القطاع التابعة لحوالي 12 هيئة تمثله، بما فيها سيارات الأجرة ونقل البضائع والمسافرين، في إضراب، بسبب "عدم استجابة الحكومة لمطالبها، وتهميشها من الحوار مع بعض النقابات"، داعيا الحكومة إلى "تفعيل الإجراءات البديلة والمواكبة، التي سبق الإعلان عنها في يونيو الماضي، خلال الزيادة في الكازوال".