كتبت يومية (لوباتريوت) الإيفوارية، أمس الثلاثاء، أن دبلوماسية المغرب، القائمة على التضامن والاندماج والتعاون مع بلدان القارة الإفريقية، تجسدت مرة أخرى بشكل مؤثر من خلال الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لمالي. أبرزت الصحيفة، التي تناولت موضوع تنصيب الرئيس المالي الجديد إبراهيم بوباكار كيتا، الذي شارك فيه جلالة الملك إلى جانب رؤساء دول وحكومات وممثلي بلدان إفريقية وآخرين، أن جلالته ألقى "بهذه المناسبة التاريخية والمجيدة خطابا أشاد فيه بالانتصار الجماعي على قوى الظلامية والانفصال في مالي، وأبرز فيه نجاح الانتخابات الرئاسية الشفافة وذات المصداقية في هذا البلد"، مؤكدا أن "هذا النجاح يعد خير رد على ضلالات جماعات التعصب والتطرف بمختلف أنواعها". وأوضحت أن جلالة الملك ركز على "إعادة الإعمار المستدام لمالي عبر تقوية مؤسساتها السياسية والتمثيلية والأمنية، وعبر تأهيل بنياتها التحتية التنموية، وأخيرا عبر إعادة بناء حقلها الديني، كأولويات جمة". وذكرت (لوباتريوت) أن جلالة الملك أشار في خطابه إلى أن "الإسلام في المغرب وفي مالي واحد، ممارسة وتقاليد. إنه إسلام متشبع بنفس القيم المبنية على الوسطية والاعتدال، وبتعاليم التسامح والانفتاح على الآخر نفسها. كما أنه يظل عماد الوشائج الروحية التي تجمع على الدوام البلدين". كما ذكرت، في هذا السياق، بتوقيع البلدين على اتفاقية تهم تكوين 500 إمام مالي في المغرب. وشددت (لوباريوت) كذلك على الأهمية التي توليها المملكة للتعاون جنوب- جنوب، مشيرة إلى أن المغرب سيقدم دعمه لبرامج التنمية في مالي، فضلا عن تحفيز رجال الأعمال على تعزيز انخراطهم في تطوير المبادلات والاستثمارات بين البلدين، بما يخول توفير فرص التشغيل وانتقال الكفاءات ورؤوس الأموال. كما اهتمت الصحيفة بإقامة مستشفى عسكري ميداني متعدد التخصصات بباماكو، معززا بتقديم مساعدة طبية وإنسانية مستعجلة. وبخصوص القارة الإفريقية، أشارت اليومية إلى أن جلالة الملك جدد التأكيد على الالتزام الوفي للمغرب بأداء مسؤوليته التاريخية إزاء بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، رغم أن المغرب غير عضو بالاتحاد الإفريقي.