تندرج المساعدة الإنسانية التي قدمها المغرب، بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لفائدة الشعب المالي الشقيق، في سياق البعد الأخلاقي والإنساني لقيادة جلالة الملك والتي تحمل طابع دبلوماسية ملكية فاعلة ومتضامنة وحريصة على تحقيق متطلبات الاستقرار الإقليمي وعلى تحقيق طموحات البلدان الإفريقية الشقيقة في التقدم والازدهار. وفي هذا الصدد، أكدت مجموعة التفكير الأمريكية (غايتستون إنستيتيوت)، المتخصصة في القضايا الاستراتيجية والدفاع، أن الأهمية القصوى التي يوليها جلالة الملك محمد السادس إلى العلاقات مع البلدان الإفريقية، تمثل أيضا "تعبيرا عن رؤية ملكية تدعو إلى إقامة تعاون يساهم في تعزيز الاستقرار، ويضمن الرخاء والازدهار لسكان المنطقة". وأضافت أن إرسال تجهيزات ومعدات موجهة لإقامة مستشفى عسكري ميداني لفائدة السكان الماليين، يعكس على أرض الواقع المبادرات الإنسانية والزيارات التي قام بها جلالة الملك إلى إفريقيا، منذ اعتلائه عرش البلاد، "كمدافع قوي عن القضايا العادلة، حريص على تعزيز الرخاء ودعم القيم والإرث الثقافي للقارة". ومن جهته، أكد بيتر فام، مدير مركز ميكاييل أنصاري، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، أن هذه المبادرة الفاعلة "تعكس الأهمية الاستراتيجية التي يوليها جلالة الملك للتعاون مع بلدان القارة على جميع المستويات، كما تعزز مكانة المملكة كأرضية لولوج كل من أوروبا والأمريكتين إلى إفريقيا". وقال فام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "جلالة الملك عمل منذ اعتلائه العرش على توطيد روابط التضامن والصداقة والتعاون مع البلدان الإفريقية، وهي المقاربة التي أصبح يمثل معها المغرب حلقة وصل بين أوروبا والأمريكيتين، من جهة، والقارة الإفريقية، من جهة أخرى. ومن جهته، أبرز ستيوارت هوليداي، رئيس مركز ميريديان الدولي، وهي مؤسسة تهتم بالدبلوماسية العمومية ويوجد مقرها بواشنطن، أن هذه "المقاربة الخلاقة" تتبلور في شكل دبلوماسية "مسؤولة" و"ملتزمة"، تحمل بصمة البعد الأخلاقي والإنساني لقيادة جلالة الملك محمد السادس. وأشار إلى أن هذه المبادرات الإنسانية، سيما الزيارة التي قام بها جلالة الملك إلى مخيم اللاجئين السوريين، الزعتري بالأردن، الأولى من نوعها لرئيس دولة، تبرز دور الوساطة "البناء" و"المسؤول" الذي يضطلع به المغرب، من أجل خدمة قضايا السلام والاستقرار وحل النزاعات، "وفيا بذلك إلى تقاليده الراسخة القائمة على التسامح والانفتاح". ومن جانب آخر، أكد المركز الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية (سانتر أوف ستراتيجيك أند إنترناشيونال ستاديز) أن المغرب يعد البلد المغاربي الذي اعتمد، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الاستراتيجية الأكثر شمولية للتعاون مع إفريقيا جنوب الصحراء التي تجمعها بالمملكة روابط تاريخية وثقافية ودينية. وأبرز حاييم مالكة، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط بهذا المركز الأمريكي، الذي يوجد مقره بواشنطن، أن "صاحب الجلالة شجع المقاولات المغربية والوكالات الحكومية على توسيع مجالات أنشطتها نحو إفريقيا جنوب الصحراء خلال العقد الأخير". وذكر، في هذا السياق، بأن جلالة الملك زار منذ سنة 2005 أزيد من عشرة بلدان بهذه المنطقة، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الروابط الاستراتيجية للمملكة مع بلدان القارة. وسجل أن "المملكة تعد البلد المغاربي، الذي اعتمد الاستراتيجية الأكثر شمولية نحو إفريقيا جنوب الصحراء، والتي تحظى بأهمية كبرى بمجموع المنطقة المغاربية".(و م ع)