أكد السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، بنيويورك، أن الحفاظ على السلم والأمن يتطلب إدماج مقاربة النوع في جميع عمليات السلام. وقال هلال، في تدخل له خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول قضية المرأة والسلم والأمن، إن مشاركة النساء في عمليات التفاوض تعزز فرص حل النزاعات واستدامة الأمن واتفاقات السلام. وأبرز أن هذه الخلاصة أكدتها الدراسة العالمية التي أجرتها هيئة الأممالمتحدة سنة 2015، والتي أظهرت أن مشاركة المرأة في مفاوضات السلام تعزز استدامة اتفاقات السلام، وأن 35 بالمائة من الاتفاقات التي تفاوضت بشأنها النساء تدوم أكثر من 15 عاما. وفي هذا السياق، أشار السفير إلى أن اعتماد مجلس الأمن التاريخي للقرار 1325، شكل اعترافا دوليا بدور النساء في السلم والأمن، لا كضحايا فحسب، بل كعناصر للتغيير وأداة فاعلة في استعادة السلام واستتبابه وتوطيده. وقال هلال، خلال هذا اللقاء، الذي نظم، أمس الجمعة، بمبادرة من فرنسا، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، إن هذا القرار يقضي بإدماج مبادئ المساواة بين الجنسين في عمليات السلام متعددة الأبعاد، وخاصة الوقاية وتسوية النزاعات وتوطيد السلم. ويدعو القرار 1325، أيضا، إلى إشراك النساء على قدم المساواة مع الرجال، في جميع الجهود الرامية إلى إعادة البناء وتنمية البلدان في مرحلة ما بعد النزاع. وفي هذا الصدد، ذكر هلال أن المغرب نظم في 7 شتنبر 2016 لقاء دوليا تحت شعار "المرأة، سلم، أمن، تنمية"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بمساهمة في النقاش الدولي بشأن دور المرأة في عمليات السلام، وتنفيذ مخططات العمل الوطنية للمضي قدما في العمل الجماعي لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325. وقد شكل هذا اللقاء، يضيف هلال، فرصة لتجديد التأكيد على توافق المجتمع الدولي بشأن تعزيز مشاركة النساء في المفاوضات والاتفاقات المتعلقة بحل النزاعات وتعزيز السلم وتجديد التزام الأممالمتحدة بإدماج النساء والمساواة بين الجنسين في جميع استراتيجيات بناء السلام. وأشار إلى أن اللقاء شهد مناقشة العديد من القضايا من بينها دور النساء في الوساطة ومنع نشوب الصراعات ودورهن في اجتثاث التطرف، فضلا عن الدروس المستفادة والممارسات الفضلى في مجال محاربة العنف الجنسي في أوقات النزاع. وأفاد الدبلوماسي المغربي أنه تم الاعلان في هذا المؤتمر عن إنشاء مركز إقليمي مستقل في الرباط يهدف إلى دراسة دور المرأة في عمليات حفظ السلام ومساهمتها في تحقيق التنمية المستدامة.