قال السرغيني الفارسي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس إنه سيتم إنشاء مدينة جامعية مستقبلية متكاملة بمدينة فاس تضم فروعا لجامعات أجنبية وكليات ومعاهد وأحياء جامعية وكل المرافق الضرورية وذلك بهدف تطوير التعليم الجامعي على مستوى الجهة والرفع من جودة التكوين. وأوضح السرغيني الفارسي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن التحديات التي تواجه التعليم الجامعي على صعيد الجهة المتمثلة في الاكتظاظ وارتفاع نسبة تدفق الطلبة على التسجيل بمختلف المعاهد والكليات التابعة لهذه الجامعة خاصة ذات الاستقطاب المفتوح إلى جانب تقادم بعض البنيات والتجهيزات وغيرها كلها عوامل دفعت برئاسة الجامعة إلى اعتماد مقاربة استباقية ترتكز على إقامة مدينة جامعية مستقبلية ستضم كل المرافق والتجهيزات التي يفرضها تعليم جامعي عصري يواكب التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع. وأضاف أن مشروع إحداث هذه المدينة الجامعية الذي يروم تقوية وتعزيز الإشعاع الثقافي والحضاري لمدينة فاس والرفع من مستوى التكوين وجودته لقي تجاوبا كبيرا من طرف شركاء جامعة سيدي محمد بن عبد الله سواء بالمغرب او بالخارج مشيرا إلى أنه تم اقتناء قطعة أرضية تمتد على مساحة تقدر ب 100 هكتار بمنطقة (عين الشكاك) التابعة ترابيا لإقليم صفرو لإقامة هذا المشروع. وأكد على أن إنجاز هذه المدينة الجامعية يتطلب تظافر جهود جميع المعنيين والمهتمين بقضايا التعليم الجامعي سواء في القطاع العام او القطاع الخاص من أجل المساهمة في تمويل هذا المشروع وإخراجه إلى حيز الوجود باعتباره سيشكل أحد الآليات الأساسية لتنمية وتطوير التعليم الجامعي والنهوض بالبحث العلمي. وأوضح أن من شأن هذا المشروع أن يمكن من تجاوز كل الإكراهات التي يعاني منها التعليم الجامعي على مستوى الجهة خاصة في ما يتعلق بالاكتظاظ الذي يشكل أحد الهواجس الكبرى التي تؤرق المسؤولين خلال كل موسم جامعي جديد . وأكد في هذا الصدد أن التوقعات تشير إلى أن عدد الطلبة الجدد الذين سيتم تسجيلهم برسم الموسم الجامعي 2013 Ü 2014 بمختلف المعاهد والمؤسسات الجامعية التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس التي تستقطب طلبة جهتي فاس Ü بولمان وتازة Ü تاونات Ü الحسيمة سيصل إلى حوالي 25 ألف طالب جامعي جديد مما سيرفع مجموع عدد الطلبة المسجلين بهذه الجامعة خلال الموسم الجامعي المقبل إلى حوالي 100 ألف طالب وهو رقم كبير بكل المقاييس يجعل من جامعة فاس أكبر مؤسسة جامعية على الصعيد الوطني من حيث عدد الطلبة. وأوضح أن الطاقة الاستيعابية لجامعة فاس لا تتعدى في الوقت الحالي 50 ألف مقعد ( بمعدل 100 مقعد لكل 150 طالب ) مما يفرض مضاعفة الجهود من أجل استيعاب كل هذه الأعداد من الطلبة الذين يفدون على مختلف المؤسسات الجامعية والمعاهد العليا التابعة لجامعة فاس بهدف التكوين ومواصلة مشوارهم في التعليم العالي. ولمواجهة الطلب المتزايد والرفع من الطاقة الاستيعابية وتجاوز الخصاص في مجال التجهيزات الأساسية أكد السيد السرغيني الفارسي أن الجامعة اعتمدت استراتيجية طموحة تمثلت في عقلنة تدبير المرافق الموجودة وإعادة هيكلتها مع فتح أوراش كبرى لتجديد وتوسعة العديد من البنايات والمرافق التابعة لجميع المؤسسات الجامعية وإعادة تأهيلها بالإضافة إلى إحداث وخلق مؤسسات جامعية جديدة منها المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية التي قاربت أشغال بنائهما على الانتهاء مما سيمكن من الرفع من الطاقة الاستيعابية لمختلف هذه المؤسسات والمعاهد العليا. وإلى جانب هذا المجهود Ü يقول رئيس الجامعة Ü تم اعتماد مقاربة لخلق التوازن بين القطبين الجامعيين ( ظهر المهراز ) و ( سايس ) بهدف التخفيف من الاكتظاظ وتوفير ظروف ملائمة للتحصيل تمثلت في تقسيم كلية الحقوق إلى كليتين الأولى تضم تخصصات " العلوم السياسية والقانون " والثانية تضم تخصصات " العلوم الاقتصادية والتدبير " وكذا تقسيم كلية الآداب إلى واحدة متخصصة في اللغات والتواصل ( ظهر المهراز ) والثانية متخصصة في علوم الاجتماع ( سايس). وقال إنه وموازاة مع هذا البرنامج هناك بناءات جديدة منها أربع مدرجات جديدة وقاعات أخرى سيتم تسليمها خلال الدخول الجامعي المقبل مشيرا إلى أن كلية الطب والصيدلة بفاس ستستقبل خلال الموسم الجامعي الحالي 400 طالب جديد لتصل طاقتها الاستيعابية إلى 1200 طالب وهو من أعلى المعدلات على الصعيد الوطني . وأكد على أن مختلف الأشغال والأوراش التي تم تنفيذها والتي كانت مبرمجة منذ سنوات في إطار مخطط البرنامج الاستعجالي قد ساهمت في الرفع من طاقة الاستقبال لجامعة فاس التي من المقرر أن تصل إلى حوالي 83 ألف مقعد في أفق سنة 2016 بعد أن كانت لا تتجاوز 27 ألف مقعد سنة 2009. وأشار إلى أن الطاقم الإداري والتعليمي للجامعة يضاعف الجهود رغم كل الإكراهات من أجل ضمان دخول جامعي عادي كما يعمل على تقديم شروط استقبال جيدة للطلبة الجدد مضيفا أن جامعة فاس سمحت للطلبة الجدد بالتسجيل عبر الأنترنت من خلال صفحة مؤمنة وذلك بهدف تخفيف الضغط على مكاتب الاستقبال إلى جانب تنويع وإغناء عروض التكوين التي تقدمها جامعة فاس والتي تعد من بين أكبر العروض بالمغرب. وأكد على ان جامعة فاس توفر عرضا يتضمن 210 مسلكا من ضمنها 103 تخصصا مهنيا وذلك بهدف الاستجابة لمتطلبات سوق الشغل في مجال الكفاءات المهنية المتخصصة خاصة في قطاعات التكنلوجيا والمعلوميات وعلوم الإعلام والاتصال والتدبير والمحاسبة والبيئة وغيرها. وبخصوص البحث العلمي أوضح السرغيني الفارسي أن الجامعة تتوفر على 80 مختبرا علميا وتواصل العمل من أجل توسيع شبكة شركائها سواء على مستوى الداخل أو الخارج مشيرا إلى أن الجامعة عملت في إطار تسهيل عملية تدبير هذه المختبرات على إحداث أقطاب للبحث العلمي كما قررت ربط عملية دعم هذه المختبرات بالمردودية وذلك بهدف تقييم عمل هذه المختبرات والرفع من كفاءتها العلمية ومستواها التقني.