أجرى وزير الداخلية، امحند العنصر، أمس الثلاثاء بالرباط، مباحثات مع نظيره الإسباني، خورخي فيرنانديز دياز. وأكد العنصر، في تصريح للصحافة عقب هذه المباحثات، التي جرت بحضور الشرقي الضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، أن المباحثات كانت مناسبة للوقوف على ما تحقق في الزيارة السابقة، مشيرا إلى أن هذا اللقاء هو الخامس من نوعه بين الجانبين والذي خصص لبحث كل المسائل الأمنية التي تهم البلدين، وتهم حتى الاتحاد الأوروبي. واعتبر العنصر أن "النتائج إيجابية سواء في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب والمخدرات، وفي الحد من الهجرة غير الشرعية"، مذكرا بالسعي إلى إقامة تعاون رباعي يشمل فرنسا والبرتغال. وأوضح في هذا الصدد أنه سيتم خلال أكتوبر المقبل بمدريد عقد لقاء آخر للوقوف على ما تحقق منذ شهر يناير الماضي، حينما تم عقد لقاء ضمن مجموعة الأربعة التي تضم كلا من المغرب وإسبانياوفرنسا والبرتغال. وقال الوزير "اليوم نسعى إلى تطوير العلاقات بين الوزارات والمصالح الأمنية، لاسيما أن المخاطر الأمنية تتصاعد وعلى الخصوص مع ما يقع في مالي وسوريا والمجموعات التي تحاول دفع الشباب المغربي للهجرة إلى أماكن النزاعات". كما أبرز العنصر أن زيارة ملك إسبانيا خوان كارلوس للمغرب بدعوة كريمة من جلالة الملك محمد السادس "عربون" آخر على نوعية العلاقات بين البلدين، وهي مناسبة لإعطاء مزيد من القوة للعلاقات بين المغرب وإسبانيا على جميع الأصعدة. من جهته، أكد خورخي فيرنانديز دياز، في تصريح مماثل، أنه تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، التي سبق التطرق إليها عند إنشاء مجموعة الأربعة في 25 يناير الماضي. وأشار الوزير الإسباني إلى أن هذه المباحثات تناولت، أيضا، محاربة الجريمة المنظمة والمتاجرة بالبشر والهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات، معتبرا أن إسبانيا بحكم أنها تشكل الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وبدون تعاون حقيقي وفعال من المغرب خاصة وزارة الداخلية فإن محاربة هذه الظواهر المختلفة للجريمة لن يكون ممكنا. وأشاد خورخي فيرنانديز دياز بتعاون المغرب كشريك وحليف وصديق في محاربة الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات. من جانب آخر، اعتبر الوزير الإسباني أن الزيارة التي يقوم بها العاهل الإسباني خوان كارلوس للمغرب بدعوة من جلالة الملك محمد السادس تعد زيارة تاريخية، لأنها تبرز أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تتجاوز الظرفيات السياسية. وأبرز الوزير أن مرافقة العاهل الإسباني في زيارته للمغرب بوفد مهم يضم وزراء خارجية سابقين وخمسة وزراء في الحكومة الحالية ووفد مهم من رجال الأعمال، يشكل سابقة من شأنها الرقي بالعلاقات بين المغرب وإسبانيا إلى أعلى المستويات.