محمود الإدريسي صاحب الصوت الشجي، الذي أعطى نكهة خاصة للموشحات، والأغنية المغربية العصرية، واستطاع أن يؤسس تجربة فنية مغربية صرفة باختيار كتاب كلمات أغانيه وألحانه، وأن يأسر بصوته القوي الممزوج بنبرة دافئة معجبيه، من المغاربة والعرب، يفتح قلبه ل"المغربية"، ليتحدث عن ساعات سعيدة من حياته. من بين الأغاني الناجحة التي غناها محمود الإدريسي أيضا، في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، من ألحان الملحن أحمد العلوي أغنية "يا ترى يعود"، التي كتب كلماتها الراحل أحمد الطيب لعلج. يقول الإدريسي إن الراحل أحمد الطيب لعلج، من الأساتذة الذين درست على أيديهم المسرح بالرباط، لأنني كما قلت في حلقة سابقة، كنت أخشى الغناء أمام الجمهور في بداياتي، وبما أن المسرح هو أبو الفنون ارتأيت أن أدرس قواعده حتى أتمكن من الوقوف بطريقة احترافية على الخشبة، فالمسرح يعلم الالتزام ويصقل الموهبة. لا يستقيم الحديث عن أحمد الطيب العلج، حسب الإدريسي، دون الإشارة إلى أن الراحل يتفرد بمسار فني متميز٬ بدأ بالفطرة ليصل إلى مرحلة امتلاك ناصية تقنيات الكتابة الشعرية. إنه رجل بصيغة الجمع فهو المسرحي البارع والشاعر الغنائي الرائد، الذي يملك القسط الأوفر في كل ما راكمته الأغنية المغربية من أعمال ناجحة. عن هذه القطعة الجميلة يقول الإدريسي هذه الأغنية لحنها الملحن أحمد العلوي في الأجواء ذاتها، التي لحنت فيها أغنية "مازال الحال". وكما كتب الراحل علي الحداني "مازال الحال"، خصيصا لمحمود الإدريسي، حسب ما ذكرناه في الحلقة السابقة، فإن أحمد الطيب لعلج هو من رشح الإدريسي لأداء "يا ترى يعود". وكانت الأغنية من أبرز الأعمال التي لحنها أحمد العلوي في مساره الفني، ومن الأغاني التي مازالت تردد إلى الآن، لأنها أنجزت في أجواء فنية جميلة جمعت فرسان الشعر الغنائي، وأمهر العازفين من الجوق الوطني وأهل الصنعة الموسيقية في بيت الفنان المبدع أحمد العلوي. تقول كلمات الأغنية: يا هل يا ترى يعود طيري للعش الدافي يغرد عالاغصان كيف كان ايام زمان يرجعلي لهنا يعود من جديد نرفع كتافي ومعاه نغني للاحباب اعذب الالحان مازلت نراجي ولا يأست نعرف قلبو صافي لابد يولي لعشنا ينسينا الاحزان غابت الفرحة وغاب الهنا والوجد كواني كية يا وعدي يا وعدي فصميم اعماق الاعماق صبرت وصابرت درت صبري جبيرة لاحزاني داريت الغصة وليعتي من نار الاشواق اناري عيا مني صبري ولاحني للحيرة ورماني خلاني للضياع حرقني الفراق مازال الامل يوحي بالوصال ويبشر برجوع الحمام لعهد الصفاء للعش اللي كان رمز الهنا فيض الجمال روح المودة الصافية منبع الوفا حكم المحبة اللي جمعنا ومزال ينتظر ويقول مرحبا رجعو وكفى