يستضيف المنتخب المغربي، مساء اليوم السبت، نظيره التنزاني، بالملعب الدولي بمراكش، ضمن الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الإقصائية الإفريقية الثالثة المؤهلة للدور الحاسم والأخير المؤهل بدوره إلى مونديال البرازيل 2014. تدخل العناصر الوطنية هذه المباراة بآمال إحياء الحظوظ الضئيلة لبلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، بعدما بات لزاما عليه قهر الخصم التنزاني اليوم السبت، وتحقيق انتصار ثان أمام المنتخب الغامبي في 15 يونيو الجاري، وانتظار هزيمة منتخب الكوت ديفوار في مبارتين، وتحقيق الفوز في الجولة الأخيرة بميدان الأخير. ويحتل المنتخب المغربي المرتبة الثالثة برصيد نقطتين وراء كل من تنزانيا 6) نقاط)، والكوت ديفوار 7) نقاط(. يدرك جيدا رشيد الطاوسي، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، أن تأهل الفريق الوطني إلى مونديال البرازيل ليس بالأمر السهل، ولذلك لم يعد الجماهير المغربية بالتأهل، حيث قال "حظوظنا، وإن كانت بسيطة، فهي مازالت قائمة، وسندافع عنها إلى آخر لحظة". ويوجد المنتخب الوطني في وضع صعب، بعدما خسر في الجولة الثالثة بدار السلام أمام المنتخب التنزاني بنتيجة 1-3، بعدما تعادل في الجولتين، الأولى مع منتخب غامبيا 0-0، والثانية بمراكش مع منتخب الكوت ديفوار 2-2، وبالتالي بات وضعه رهينا بنتائج الخصوم. ولن تكون مهمة المنتخب الوطني اليوم أمام منتخب تنزانيا سهلة، الذي حل بالمغرب مبكرا، مواصلة استعداداته في أجواء صحية ومسؤولة لإدراكه أنه يملك حظوظا وافرة، اعتبارا من مركزه في المجموعة الثالثة )المركز الثاني بست نقاط، جمعها من فوزين، وهزيمة(. وقبل أن يصل المنتخب التنزاني إلى مدينة مراكش الاثنين الماضي، قام باختبار مهم بأديس أبابا، العاصمة الإثيوبية، حيث واجه المنتخب السوداني وتعادل معه سلبا. وأبانت العناصر التنزانية، بقيادة المدربه الدنماركي كيم بولسن، عن جاهزيتها لمباراة مراكش، من أجل إعادة نتيجة الذهاب بدار السلام. وسيقود مباراة اليوم طاقم تحكيمي من جنوب إفريقيا، بقيادة الحكم الدولي دانيال بينيت، بمساعدة مواطنيه سيولا زكيري ورينج سارو، أما الحكم الرابع فهو موفيكي لاوانديل، في حين سيراقب المباراة الغابوني مانغولو فولو. الطاوسي يريد إسعادة الثقة تمثل مواجهة اليوم، بالدرجة الأولى، فرصة سانحة للاعبي المنتخب الوطني للتصالح مع الجماهير التي لم تنظر لأسودها بعين الرضا، وفقدت كل ثقتها فيهم بعد توالي النتائج السلبية، التي أدت إلى فقدان بريقها إفريقيا. ويدرك الناخب الوطني رشيد الطاوسي، ومعه العناصر المستدعاة، المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأهمية المباراة، التي لا بد أن تنتهي لصالحهم أولا وأخيرا، لتقوية آمال المنتخب الوطني، ومحو الآثار السلبية بعد انتكاسة كأس إفريقيا للأمم الأخيرة بجنوب إفريقيا 2013. وأشار رشيد الطاوسي إلى هذه النقطة جيدا، خلال الندوة الصحفية، أول أمس الخميس، بمراكش، حين قال "هناك عمل من أجل زرع روح قتالية وسط العناصر في إطار جو عائلي تسوده الطمأنينة، وهذا داخل في عمل الطاقم التقني من أجل تكوين نواة جديدة داخل العناصر الوطنية"، مضيفا أنه ابن الشعب، ويحذوه أمل وطموح، طالبا من وسائل الإعلام مساعدته وتشجيعه على أداء مهمته. وقال "المنتخب يمر من مرحلة حساسة، والمدرب في هذه الظروف يجب أن يكون "ثابت ومرزن". وأكد رشيد الطاوسي أن الأجواء داخل المنتخب الوطني يسودها الكثير من الأمل والطمأنينة والانضباط والجدية من أجل تشريف حمل القميص الوطني، مشيرا إلى أن لا أحد من اللاعبين رفض اللعب مع المنتخب كما راج، وحتى المصابين، مثل بنعطية زاروا معسكر الأسود، وعبروا عن دعمهم للعناصر الوطنية. وركز الناخب الوطني في تحضيراته على الجوانب التكتيكية من أجل خلق انسجام بين اللاعبين المحترفين بالداخل، والمحترفين بالخارج، ناهيك عن إعداد اللاعبين من الناحية البدنية بشكل جيد لمواجهة منتخب تنزانيا بالاعتماد على السرعة والاندفاع البدني أكثر من المهارات، قبل أن يخصص حصة لمتابعة الخصم التنزاني عبر بعض الأقراص المدمجة، خاصة المباراة الأخيرة له ضد نظيره السوداني، التي جرت بإثيوبيا، الأحد الماضي، وانتهت بالتعادل السلبي. غياب معالم الأسود لم تتضح بعد تشكيلة المنتخب الوطني المغربي، بعد إعلان العديد من اللاعبين غيابهم لدواع مختلفة، حيث سيغيب نور الدين لمرابط، مهاجم غلطة سراي التركي، لظروف شخصية، والمهدي بنعطية، مدافع أودينيزي الإيطالي، وعبد الحميد الكوثري، ويونس بلهندة، لاعبي مونبليي الفرنسي، وعبد العزيز برادة، لاعب خيتافي الإسباني، بداعي الإصابة، على أمل مشاركتهم في المباراة المقبلة ضد غامبيا نهاية الأسبوع المقبل. في حين لم يجر التأكد من الأسباب الكامنة وراء غياب بعض اللاعبين، الذين شكلوا في الأمس القريب العمود الفقري للمنتخب الوطني، أمثال منير الحمداوي، وأسامة السعيدي. ونفى المدرب رشيد الطاوسي وجود خلافات، وقال "هناك تواصل دائم بين الطاقم والعناصر الوطنية دون أي مشاكل، وليس لدي أي خلاف مع يونس بلهندة، الذي يوجد رفقة اللاعبين معظم الوقت". ولم تلتئم صفوف المنتخب الوطني إلا خلال الحصة التدريبية ليوم الأربعاء الماضي، من خلال حضور جميع العناصر التي غابت عن الحصة التدريبية الأولى والثانية، ويتعلق الأمر بكل من عبد الرزاق حمد الله، مهاجم أليسوند النرويجي، ويونس بلهندة، لاعب خط وسط مونبوليي الفرنسي، ويوسف العربي، مهاجم غرناطة الإسباني، وعادل هرماش، لاعب خط وسط تولوز الفرنسي، بعدما بات في حكم المؤكد غياب الدولي المغربي عبد العزيز برادة عن المباراة بداعي الإصابة. وكان برادة تعرض لالتواء في كاحله الأيمن، ما اضطر لويس كارسيا، مدرب فريق خيطافي، إلى إبعاده عن المجموعة التي واجهت، السبت الماضي، فريق غرناطة، في آخر مباريات الدوري الإسباني. وتأخر يونس بلهندة في مباشرة التداريب، إذ خصص له الطاقم التقني فترة راحة ليومين، وخاض أول حصة تدريبية له خلال اليوم الثالث بشكل انفرادي. ويناقش يونس بلهندة في الفترة الحالية مجموعة من العروض الاحترافية التي توصل بها أخيرا، إذ كشف لويس نيكولان، رئيس نادي مونبوليي الفرنسي، عن أسماء الفرق التي ترغب في ضم يونس بلهندة إلى صفوفها. وأشار، في حوار مع "سبورت 10"، إلى أن هناك خمسة أندية من دوريات أوروبية كبيرة تطلب الاستفادة الموسم المقبل لصفوفها، وهي أتلتيكو مدريد الإسباني، والأنتر وميلان الإيطاليين، وأستون فيلا الإنجليزي، إضافة لعرض كبير من غلطة سراي التركي، وسعي إدارة العين الإماراتي لفتح قنوات التفاوض مع اللاعب المغربي. واضطر رشيد الطاوسي إلى المناداة على اللاعب الحربي الجدياوي، المحترف بفريق غانغون الفرنسي لكرة القدم، أحد أندية الدرجة الثانية، لتعويض عبد الحميد الكوثري، مدافع مونبوليي الفرنسي، بعدما سمح له بمغادرة تجمع المنتخب المغربي، بما أنه لن يستطيع المشاركة في المباراة أمام تنزانيا بسبب معاناته من الإصابة، بحيثاشترط عليه العودة إلى المغرب الاثنين المقبل للمشاركة في استعدادات أسود الأطلس للمباراة الموالية، المقرر أن يواجه خلالها المنتخب الوطني نظيره الغامبي، ضمن الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم. الجامعة لن تتخلى عن الطاوسي قال رشيد الطاوسي إن الجامعة الملكية المغربية للعبة لن تتخلى عنه، كما تشير بعض الأخبار إلى قرب رحيله عن المنتخب الوطني، مضيفا "هذه مجرد إشاعات، ولا يوجد أيضا أي اتصالات بيني وبين فريق الوداد البيضاوي من أجل تعويض بادو الزاكي". وأكد الطاوسي أنه مستمر مع الفريق الوطني حتى تحقيق الأهداف المسطرة, "هناك مساندة من المكتب الجامعي، خصوصا رئيس الجامعة، علي الفاسي الفهري", وتابع "هناك مشروع تكوين فريق مستقبلي، وهناك نواة أساسية، وخليط بين لاعبين شباب ولاعبين لديهم الخبرة والتجربة". وتمنى الطاوسي، المدرب السابق للمغرب الفاسي، الاستمرار في هذا العمل مع المنتخب الوطني. ولم يخف الطاوسي أهمية اللاعبين الممارسين في البطولة الوطنية الاحترافية، والعناصر الممارسة خارج الوطن، لأن هناك استحقاقا مهما يتمثل في كأس إفريقيا للاعبين المحليين، التي ستقام العام المقبل بجنوب إفريقيا، وقال "البناء يأتي تدريجيا، ولم أكمل سنة رفقة المنتخب الوطني". التشكيلة المحتملة: نادر لمياغري زهير فضال، عصام عدوة، زكرياء بركديش، عبد اللطيف نصير. كمال الشافني، هرماش أو السعيدي، منير عوبادي عبد الرزاق حمد الله، يوسف العربي، شهير بلغزواني.