يحتفي المغرب اليوم الجمعة في الرباط، بيوم إفريقيا٬ الذي يعد مناسبة متجددة لتأكيد المكانة المتميزة، التي تحظى بها القارة الإفريقية ضمن الأولويات الدبلوماسية للمملكة وسياستها الخارجية وللاحتفاء بعلاقات متجذرة عبر التاريخ تعد بآفاق أرحب للتعاون بين بلدان الجنوب وتحقيق الاندماج الإفريقي. ويتميز الاحتفال بيوم إفريقيا، الذي يصادف هذه السنة الذكرى الخمسين لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية٬ التي يعد المغرب أحد مؤسسيها٬ بإقامة نصب تذكاري بساحة الوحدة الإفريقية بالرباط بحضور شخصيات إفريقية سامية٬ فضلا عن تدشين معرض للصور والكتب حول المغرب وإفريقيا بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية٬ وتنظيم ندوة حول موضوع "الدارالبيضاء 1961- أديس أبابا 2013 أزيد من 50 سنة من الوحدة الإفريقية: المشاكل والآفاق الجديدة لمشروع الولاياتالمتحدة الإفريقية". وتنظم وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، اليوم الجمعة بالرباط، سلسلة من الأنشطة في إطار تخليد هذه المناسبة. وسيقام نصب تذكاري بساحة الوحدة الإفريقية بالرباط٬ بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون وسفراء أفارقة معتمدين بالمغرب٬ ووالي جهة الرباطسلا زمور زعير، ورئيس مجلس المدينة. كما سيدشن معرض للصور والكتب حول المغرب وإفريقيا بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية٬ بهدف تسليط الضوء على مختلف جوانب علاقات وتاريخ المملكة المغربية مع البلدان الإفريقية. وسيتوج تخليد هذه الذكرى بتنظيم ندوة بمقر الوزارة حول موضوع "الدارالبيضاء 1961- أديس أبابا 2013 أزيد من 50 سنة من الوحدة الإفريقية: المشاكل والآفاق الجديدة لمشروع الولاياتالمتحدة الإفريقية"، سينشطها الشيخ تيديان غاديو، وزير الشؤون الخارجية السينغالي سابقا. ويعكس برنامج الاحتفال بهذه الذكرى حرص المغرب٬ بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ على تعزيز علاقاته مع البلدان الإفريقية بروح من الأخوة والتضامن من أجل تحقيق ما تنشده القارة برمتها من تنمية مستدامة تستجيب لتطلعات الشعوب في الرفاهية والعيش الكريم. وتعد جولات جلالة الملك محمد السادس في عدد من بلدان القارة الإفريقية خير مثال على إرادة جلالته الراسخة في تطوير تعاون جنوب- جنوب٬ قوي ومتضامن وفعال. فمنذ تربعه على العرش في العام 1999، خط جلالة الملك محددات سياسة إفريقية متجددة٬ ترتكز على القرب والالتزام والتضامن وتؤكد الانتماء الإفريقي للمملكة٬ كأحد مكونات هويتها الثقافية والحضارية. وصاحب مختلف هذه الزيارات والجولات الملكية زخم حقيقي على مستوى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية٬ جسدته الاتفاقيات المبرمة في مجالات التنمية الاقتصادية والتقنية والاجتماعية والثقافية والبشرية٬ من قبيل محاربة الفقر والتنمية الزراعية والصيد البحري والتعليم والصحة والتكوين وتدبير المياه وتكنولوجيا الإعلام والتدبير المالي والبنكي. وكان لهذه الزيارات الملكية، أيضا، عميق الأثر على نمو الاستثمارات وزيادة حجم المبادلات التجارية بين الطرفين وتنوعها٬ وهو ما يؤكد الرؤية المتبصرة لجلالة الملك ونجاح رهان جلالته على التعاون جنوب- جنوب. فحسب مكتب الصرف٬ تضاعفت تقريبا صادرات المغرب نحو إفريقيا خلال خمس سنوات وانتقل حجمها من 16,7 مليار درهم خلال العام 2006 إلى 30,5 مليار درهم خلال العام 2011. كما تجسد تطور الإطار القانوني للتعاون بين المملكة وحوالي أربعين بلدا إفريقيا في الرصيد المهم من الاتفاقيات المبرمة بينهم (أزيد من 500 اتفاقية). ولا تعتبر العلاقات المتميزة بين المغرب والبلدان الإفريقية ووشائج الأخوة التي تربط جلالة الملك بقادة هذه البلدان وليدة اليوم٬ بل هي متجذرة عبر التاريخ٬ الذي يشهد للمغرب بتضامنه اللامشروط ودعمه القوي لكفاح الدول الإفريقية من أجل الانعتاق من الاستعمار والحصول على الاستقلال. وهو الدعم الذي تقدره هذه البلدان حق قدره، من خلال التنويه بما أسداه جلالة المغفور لهما الملك محمد الخامس والملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما من دعم كبير لحركات التحرر الوطني بهذه البلدان إلى أن استعادت حريتها. وتواصل دعم المغرب وتضامنه مع بلدان القارة الإفريقية في جميع الظروف٬ إذ وضعت المملكة رهن إشارتها مختلف التجارب والخبرات التي راكمتها في كافة المجالات٬ ولم تتوان عن الوقوف إلى جانبها وتقديم المساعدات في الظروف الصعبة، التي مرت منها بعض هذه البلدان. ومن منطلق دوره في استتباب السلم والأمن في القارة الإفريقية٬ بادر المغرب كلما دعت الضرورة إلى ذلك إلى إرسال تجريدات عسكرية ضمن الوحدات الأممية لمساعدة البلدان الإفريقية في استتباب الأمن والاستقرار. وبذلك٬ يكون المغرب أوفى بالتزامه الدائم بتعزيز روابط الصداقة والتعاون مع مختلف بلدان القارة الإفريقية والتنسيق الدائم بشأن مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك٬ لما فيه صالح شعوب القارة وبما يحقق استقرارها وتنميتها المستدامة.