استفاد، الأحد الماضي، 62 طفلا ينتمون لأسر معوزة، بجماعة الوردزاغ، بإقليم تاونات، من عملية ختان جماعي، نظمتها جمعية اللواء للتربية والثقافة والتنشيط بالمركز الصحي الوردزاغ، وهي العملية التي دأبت الجمعية على تنظيمها منذ 15 سنة. جانب من حفل الختان أشرف على هذه المبادرة الإنسانية التطوعية طاقم طبي ينتمي للمستشفى الإقليمي لسيدي قاسم وعمالة سيدي سليمان، يتكون من أطر صحية لها خبرة في إجراء عمليات الختان، حيث جرى خلال هذه العملية استعمال وسائل حديثة لإجراء الختان، وكذلك الأدوية اللازمة لتمر العملية دون آثار جانبية على صحة الطفل. وتساهم هذه المبادرة الخيرية السنوية، التي تنظمها جمعية اللواء للتربية والثقافة والتنشيط بالوردزاغ، في تشجيع الأسر المعوزة، خاصة من العالم القروي بمنطقة الوردزاغ، على ختان أطفالهم بالطرق الحديثة بدلا من اللجوء إلى الطرق التقليدية، التي قد تكون لها انعكاسات وخيمة على صحة الطفل، خاصة إذا ما تم استعمال أدوات غير معقمة وفي ظروف لا تحترم الشروط الصحية لإجراء هكذا عملية جراحية. إلى ذلك، يستحسن أن تتم عملية ختان الأطفال في سن مبكرة، بحسب الممرض المجاز عبد العالي الأزرق، واحد من الأطر الصحية المتخصصة في الختان، التي شاركت في عملية الإعذار الجماعي لأطفال جماعة الوردزاغ، والذي أكد في تصريح له ل"المغربية" على أن عملية الإعذار من الأفضل أن تتم خلال الشهر الأول من عمر الطفل، لتجنب انعكاسات هذه العملية الجراحية البسيطة على نفسيته، حيث يكون الإحساس ما زالا ضعيفا لدى الطفل في مثل هذا السن. كما أن جهازه العصبي وذاكرته لا تكون غير ناضجة بشكل قوي، مما يجنب الطفل تذكر ذلك الحدث، وبالتالي لا تكون هناك آثار نفسية على شخصيته في المستقبل، لأن عملية الجراحة قد تلازم الطفل وتؤثر على شخصيته إذا ما تمت في سن متقدمة، بحسب الممرض عبد العالي الأزرق، الذي أضاف على أن الكثير منا، نحن الكبار، ما زالت ذكرى ختانه عالقة في ذهنه، ويتذكر هذا الحدث كمحطة مؤلمة في حياته، لأن الكثير منا جرى ختانه في سن 10 أو 12 سنة. وهو الأمر الذي قد يحدث خللا نفسيا، قد يكون بسيطا، في حياة البعض منا، يؤكد الممرض عبد العالي الأزرق، الذي نصح الآباء باللجوء إلى ختان أبنائهم بالوسائل الحديثة، سواء في إطار حملات ختان جماعية، كالتي تنظمها الجمعيات، أو في إطار عملية ختان فردية عن طريق اللجوء إلى ممرض أو طبيب جراح بالمستشفيات والمراكز الصحية المنتشرة في بلادنا في كل مكان. من جانبه قال علي العسري، رئيس جمعية اللواء للتربية والثقافة والتنشيط بالوردزاغ على أن جمعيته تمكنت من ختان زهاء ألف طفل منذ بدء هذا التقليد السنوي قبل 15 سنة، مضيفا بأن الجمعية تساهم في تقريب الخدمات الصحية من المواطنين بتنظيم مثل هذه المبادرات الإنسانية، ومؤكدا على أن المستشفى المحلي بالوردزاغ لا يمكنه أن يستجيب لطلبات الإعذار لأطفال جميع أسر المنطقة، وخاصة أمام ضعف إمكانياته البشرية والمادية. هذا، وتشكل عملية الختان محطة رئيسية في حياة الطفل لدى الأسر بإقليم تاونات، حيث مازالت العائلات، خاصة بالعالم القروي، تحتفل بهذه المناسبة وفقا للعادات والتقاليد القديمة، من بينها تخضيب يدي الطفل بالحناء، وإقامة حفل الختان بالشكل الذي يليق بهذه المحطة في حياة الطفل.