يبدو أن الحرب بين المكتب المسير للوداد الرياضي البيضاوي لكرة القدم وبعض الفصائل المساندة للفريق الأحمر قد وضعت أوزارها "مؤقتا" بعد الاجتماع المطول الذي عقده الرئيس أكرم بمركب الحاج محمد بن جلون في الدارالبيضاء، مع ممثلي بعض الجمعيات. أبرز هذه فصيل الوينرز وجمعية قدماء اللاعبين، والجمعيات المشجعة منها البيت الأحمر، ونجوم الحمراء، ومحبي وداد الأمة، والتواصل، وصوت الوداد، وجمعية عشاق الوداد، حيث لجأ أكرم إلى الحوار حفاظا على استقرار الفريق الذي مازال يبحث عن انجازات يصالح بها جماهيره. حرب أكرم والجمهور، سيما فصيل الوينرز، ليست وليدة اليوم بل ظهرت منذ السنة الأولى لانتخاب أكرم رئيس للمكتب المسير فرع كرة القدم، حيث حاول الطرفان دائما فرض سيطرتهما وإظهار تحكمهما في الفريق. تأجيل الخلاف.. خلال الاجتماع الذي عقده الرئيس أكرم وممثلو الجمعيات والفصائل المذكورة، اتفق الجميع على ضرورة تأجيل الخلافات وتجميد الصراعات والاحتجاجات إلى حين انتهاء الموسم بحجة أن الفريق مازال ضمن المنافسين على اللقب. إذ حاول الرئيس أكرم إقناع ممثلي الجمعيات التي حضرت الاجتماع، بضرورة الاستمرار في دعم وتشجيع الفريق إلى آخر رمق. وشدد على أن الوداد يعاني حاليا مشاكل مالية وهو في غنى عن الاحتجاجات التي قامت بها بعض الجماهير خلال الفترة الأخيرة، في إشارة إلى ما جرى خلال مباراة الفتح الرباطي برسم الدورة 22 من البطولة الاحترافية وأيضا خلال مباراة الوداد كرة السلة والتي شهدت إلقاء القبض على عدد من المشجعين. ووعد أكرم بأن تكون الفترة المقبلة أفضل، مطالبا بضرورة تضافر الجهود حتى لا يترك مجالا لاستغلال الوضع الحالي من طرف جهات قال إنها لا تحب الخير للفريق، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه مستعد دائما لترك الوداد في حال ما إذا كان هناك البديل المناسب الذي يمنح للفريق أكثر ما قد يأخذ منه. اقتناع مؤقت.. حسب مصدر من فصيل الوينرز فإن الجميع قرر تأجيل الحديث عن طريقة تسيير الفريق والاحتجاج إلى نهاية الموسم، وهو موقف جاء من أجل المصلحة العامة للفريق، مؤكدا أن هم الفصيل هو الانتقاد البناء وليس الهدام. ويبدو من خلال حديث المصدر المنتمي إلى فصيل الوينرز، الذي يعتبر الأكثر تمثيلا لجماهير الوداد في ملعب محمد الخامس، أن أعضاءه لم يقتنعوا تماما بما دار في الاجتماع وأن تجميد الحملة الاحتجاجية كان لأسباب بعيدة عن "مصلحة الفريق"، خصوصا أن الفصيل كاد يفقد عدد من عناصره تم اعتقالهم خلال إحدى مباريات الفريق فرع كرة السلة. ويبدو أن الوينرز سيتخلون مجبرين عن فكرة الاحتجاج في سبيل تحرير أعضائهم المعتقلين، حيث قرر الرئيس أكرم التنازل عن الشكاية التي وضعها لدى الأمن ضد التهديد بالقتل، وهو الشعار الذي رفعه بعض المناصرين ضده، لكنه ربط ذلك بعدم تكرار ما جرى، وأيضا باعتراف الذين هددوه بما قاموا به والتعهد بعدم تكرار ذلك. ملخص الاجتماع.. خلال الاجتماع المذكور، شدد الحاضرون على ضرورة تجاوز الخلافات وحل المشاكل في إطار عائلي وفتح قنوات التواصل، مبدين استياءهم مما وصل إليه اختلاف وجهات النظر، ومشددين على ضرورة أن يحل الوداديون مشاكلهم داخليا دون أن يدعوا مجالا لبعض ممن وصفوهم ب"الأعداء" بالاصطياد في المياه العكرة. وانتهى الاجتماع الذي استمر لساعات بإجماع الحاضرين على وجوب الالتفاف حول الفريق بجميع مكوناته، ومساندة اللاعبين والطاقم التقني والمكتب المسير في المباريات الرسمية كما في المباريات الودية، حتى يتسنى للفريق التتويج باللقب ودعم جميع الفروع. بداية الاحتجاج.. كان التعادل الذي عاد به الفريق الأحمر من مدينة الجديدة أمام الدفاع الحسني، النقطة التي أفاضت الكأس وأججت غضب الجماهير الودادية التي رأت في التعادل بداية الابتعاد عن اللقب سيما أن المنافسين الرجاوي والعسكري حققوا نتائج ايجابية ابتعدوا بها أكثر عن فريقهم الأحمر. بعد هذا التعادل دعا فصيل "الوينرز" مسانديه وجميع جماهير الوداد إلى الاحتجاج أمام مركب محمد بنجلون للمطالبة برحيل عبد الإله أكرم وأعضاء المكتب المسير. وكانت المباراة التي جمعت فريق الوداد لكرة السلة أمام الفتح الرباطي فرصة لرفع لافتات كتب عليها "أكرم..ارحل" قبل أن يتدخل رجال الأمن بالزي المدني مدعمين برجال الحراسة التابعين لشركة الأمن الخاص لتوقيف 13 شخصا من المدرجات. أكرم متشبث بالوداد.. أظهر عبد الإله أكرم، خلال تصريحاته الصحفية التي أدلى بها ردا على مطالبته بالرحيل، تشبثا كبيرا بمنصبه رئيسا للوداد، ومؤكدا على ألا أحد اليوم قادر على تحمل مسؤولية الفريق. وتحدى أكرم كل خصومه وطالبهم بكشف هوياتهم والتقدم لانتخابات نزيهة، مؤكدا أن الوداد اليوم بحاجة لشخص بإمكانه حل مشاكله المالية. وقال أكرم إنه لم يأت للوداد لتحقيق مصلحة شخصية بقدر ما كان مجيئه ينبع من حبه للوداد، مبديا استعداده لبذل ما يستطيع من مال ومن جهد ليرتقي بالفريق ويدعمه، دفاعا عن عراقته ومن أجل تحقيق مزيد من الألقاب، وتابع "أؤكد أن حملة التشهير المؤدى عنها لن تنال مني لأنني مؤمن بأننا نعمل لمصلحة الوداد". وأوضح أكرم أن جميع البشر يخطأ وأن ذلك ليسا عيبا وأن العيب هو التمادي في ارتكاب الأخطاء، مضيفا "الديمقراطية تقول إن المحاسبة لا تكون إلا مع نهاية الموسم الكروي من خلال الجمع العام".