أبرزت سفيرة المغرب في بريطانيا، الشريفة للاجمالة٬ مساء أول أمس الأربعاء، بلندن٬ وضع المغرب كنموذج للاستقرار٬ مؤكدة أن المغرب أعطى الدليل على أن الإصلاح السلمي والتدريجي ممكن في المنطقة. (ماب) وقالت الشريفة للاجمالة٬ في كلمة خلال لقاء حول موضوع "المغرب.. فرص وأبعاد المناولة بالنسبة للمقاولات البريطانية والدولية"٬ "إن المغرب أضحى اليوم نموذجا للاستقرار٬ حيث أثبت أن الإصلاح السلمي والتدريجي ممكن في المنطقة". وتطرقت السفيرة في هذا اللقاء٬ الذي عرف حضور شخصيات بارزة٬ إلى الإنجازات الاقتصادية التي تم تحقيقها في المغرب٬ موضحة أنه في ظل الأزمة الاقتصادية "أثبت اقتصادنا أنه مرن٬ مسجلا نموا سنويا تجاوز 4 في المائة ما بين 2007 و2011". من جهة أخرى٬ ذكرت بأن المغرب انخرط منذ سنوات في طريق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي٬ بهدف تعزيز الديمقراطية ودولة الحق والقانون وتوسيع الحقوق والحريات وتصحيح الفوارق الاجتماعية وتحسين ظروف عيش المواطنين، عن طريق تحديث الاقتصاد. وتابعت "الطريقة التي أدار بها المغرب آثار الاضطرابات، التي شهدتها المنطقة والأزمات الاقتصادية العالمية تبرز صواب اختياراته". وأكدت الشريفة للاجمالة أن الإنجازات، التي حققتها المملكة تعتبر ثمرة لإرساء اقتصاد مفتوح٬ وتسريع وتيرة المجهودات الموجهة للنهوض بالتنافسية٬ وتحديث البنيات التحتية٬ وتحسين مناخ الأعمال٬ وإبرام العديد من الشراكات. واستحضرت في هذا الصدد٬ اتفاقات التبادل الحر التي وقعتها المملكة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية وتركيا والبلدان المتوسطية٬ فضلا عن إبرام عدد من الاتفاقيات التجارية مع الدول الإفريقية. وأكدت أن المغرب والاتحاد الأوروبي منخرطان في مفاوضات جديدة بهدف تعميق وتنويع علاقاتها التجارية القوية أصلا. وأشارت إلى أن هذه الشراكات والسياسات٬ وكذا الشبكات الممتازة التي يتوفر عليها المغرب في مجالات تكنولوجيا الاتصال والتواصل والنقل٬ عززت من موقع المغرب كمركز للاستثمار والأعمال٬ مبرزة الأهمية التي أولتها المملكة منذ 2006، إلى صناعات أساسية لها آثار إيجابية على معدل النمو والتصدير٬ من قبيل النسيج والمنتوجات الكيميائية وصناعة الطيران والمناولة. وقالت إن المغرب بصدد التحول إلى قطب مهم لترحيل الخدمات ووجهة مفضلة لمراكز الاتصال متعددة اللغات٬ مبرزة أن هذه العناصر دفعت الجمعية الأوروبية لترحيل الخدمات لوصف المغرب ب"أفضل وجهة لترحيل الخدمات" سنة 2012. وبخصوص العلاقات بين الرباطولندن٬ أشارت السفيرة إلى أن المغرب يعتبر المملكة المتحدة شريكا له قيمة استراتيجية كبيرة. ورحبت بقرار الحكومة البريطانية التركيز على تعزيز علاقاتها مع منطقة شمال إفريقيا، لاسيما المغرب. وقالت إن قرار رئيس الحكومة، ديفيد كامرون، تعيين مبعوث تجاري شخصي للمغرب يثبت رغبة المملكة المتحدة في تطوير علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع المغرب٬ مؤكدة أهمية تعزيز الروابط بين مجتمعي الأعمال في البلدين لبلوغ هذا الهدف. وتميز هذا اللقاء، بحضور العديد من الشخصيات المهمة، ومن بينها المبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني للتجارة، اللورد جوناتان مارلاند٬ والمدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، أنس العلمي. وشكل اللقاء فرصة بالنسبة للعديد من المهنيين والخبراء والمستثمرين للتعرف بشكل أكبر على المؤهلات، التي يتوفر عليها المغرب في مجال الاستثمار٬ والفرص التي يتيحها للشركات البريطانية والدولية.