أجرت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط٬ مساء الاثنين٬ المنصرم، مواجهة بين تاجر المخدرات، الملقب ب"ولد الهيبول"، و17 عنصرا من أمن الصخيراتتمارة على خلفية اتهامهم بتلقي أموال لحماية نشاطه، من طرف المتهم الرئيسي، خلال الجلسة المنعقدة بداية الأسبوع الماضي. ونفت عناصر الأمن المتابعة في الملف، سبع منهم رهن الاعتقال الاحتياطي وتسعة في حالة سراح مؤقت، أثناء الاستماع إليها من قبل غرفة الجنايات الابتدائية، صلتها بتاجر المخدرات المذكور، وتوفيرها الحماية له، التي ادعى أنها كانت تمكنه من ترويج 60 كلغ من مخدر الشيرا، وما يقرب ألف علبة من الأقراص المهلوسة يوميا. من جهته، لم يتراجع "ولد الهيبول" عن اعترافاته التي أدلى بها الأسبوع الماضي، إذ تشبث باتهامه بعض عناصر الأمن بالتورط معه في الاتجار في المخدرات، من خلال توفير الحماية له. وبالمقابل، تنفس بعض رجال الأمن المتابعين في الملف الصعداء، عندما نفى "ولد الهيبول" علاقته أو معرفته بهم، كما تشبث بما هو متضمن في تصريحاته المدونة خلال مراحل التحقيق الابتدائي والتفصيلي. في السياق نفسه٬ التمس ممثل النيابة العامة خلال مرافعته إنزال أقصى عقوبة في حق المتابعين لثبوت الجرائم المنسوبة إليهم٬ فيما التمس الدفاع "البراءة لفائدة الشك، لغياب وسائل الإثبات٬ ولوجود تناقضات في تصريحات المتهم الرئيسي ذي السوابق القضائية، التي لا يمكن الأخذ بها". وأثناء استماع هيئة المحكمة إلى مرافعات الدفاع، وجهت مجموعة من الاتهامات إلى تاجر المخدرات "ولد الهيبول"، مشيرة إلى أن الغاية من تصريحاته هي توريط عناصر الأمن انتقاما منهم. وقررت الغرفة الجنائية الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال، بعد أكثر من ثلاث ساعات من الاستماع إلى مرافعات الدفاع، وإجراء مواجهة بين المتهمين، إرجاء النظر في الملف إلى الاثنين المقبل لمواصلة الاستماع إلى مرافعات الدفاع. ويتابع في هذا الملف 19 شخصا، بينهم 17 عنصرا من أمن الصخيراتتمارة من أجل "الامتناع عن القيام بعمل من أعمال الوظيفة، وإفشاء سر مودع بحكم الوظيفة، والمشاركة في الإرشاء والارتشاء". وكان بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أفاد أن عملية إلقاء القبض على المتهم الرئيسي الصادرة في حقه مذكرات بحث رفقة شريكه، مكنت من حجز كميات مهمة من مخدر الشيرا، وأقراص مهلوسة من مختلف الأنواع، وأسلحة بيضاء، وهواتف محمولة، تستعمل في التواصل مع المتواطئين معه، الذين توجد بينهم امرأة.