سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غنام: تنمية السياحة الداخلية رهينة بتوفير المنتوج واعتماد أسعار تفضيلية رئيس الفدرالية الوطنية للسياحة في حوار مع المغربية على هامش المعرض الدولي للسياحة في برلين
قال علي غنام، رئيس الفدرالية الوطنية للسياحة بالمغرب، إن السياحة الداخلية، هي الأساس موضحا أن جميع الدول التي نجحت في سياستها السياحية، قامت على السياحة الداخلية، وأن تنمية هذا النوع من السياحة يتطلب توفير المنتوج، واعتماد أسعار تفضيلية. وأوضح غنام، في حوار مع "المغربية"، على هامش مشاركة المغرب في الدورة 48 للمعرض الدولي للسياحة، الذي نظم بين 6 و10 مارس الجاري، بالعاصمة الألمانية برلين، أن جميع الأسواق التي يمكن للمغرب أن يغزوها ويجلب منها سياحا، يتوجه إليها بصفة منتظمة، وبوفود مهمة جدا تشرف وجهة المغرب. وذكر غنام أن ألمانيا تعد أول بلد مصدر للسياح في العالم، بحوالي 80 مليون سائح ألماني يسافرون عبر العالم، مشيرا إلى أنها تعتبر سوقا مهمة جدا على الصعيد العالمي. وقال "شاركنا بقوة في المعرض الدولي ببرلين كمهنيين في جميع القطاعات، لإعادة السياح الألمان إلى اختيار وجهة المغرب، بعد أن تراجع عددهم لعدة أسباب". كيف تقيمون مشاركة المغرب في المعرض الدولي للسياحة في برلين؟ - المعرض السياحي ببرلين أكبر معرض دولي للسياحة على الصعيد العالمي، انطلق المعرض منذ الستينيات، بخمس دول، والآن تشارك فيه 188 دولة، وأكثر من 1080 عارضا، وهو ما يبرهن على القوة والمكانة التي يحظى بها على الصعيد العالمي. تعد ألمانيا أول بلد مصدر للسياح في العالم، بحوالي 80 مليون سائح ألماني يسافرون عبر العالم، إذن، فهي سوق مهمة جدا على الصعيد العالمي. وفي سنة 2000 استقطب المغرب حوالي 320 ألف سائح ألماني، والآن، بعد مرور أزيد من 10 سنوات، سجلنا تراجعا في عدد السياح إلى حوالي 80 ألف سائح ألماني يزورون المغرب، وذلك راجع إلى أسباب عدة، ونحن شاركنا بقوة في المعرض كمهنيين في جميع القطاعات، من وكالات الأسفار، ومرشدين سياحيين، وفندقيين، لكي نحاول أن نرى ما هي إمكانيات إعادة هؤلاء السياح إلى المغرب، خصوصا المناطق التي يشتاقون إليها، وهي المناطق الجنوبية المغربية، خاصة مدينة أكادير. ما هي أسباب تراجع عدد السياح الألمان الوافدين على المغرب؟ - التراجع لديه أسباب عدة، أولا، يجب إعادة النظر في المنتوج، إذ يجب أن نوفر منتوجا يرضي السائح الألماني، الذي يشترط منتوجا يكون في المستوى، ويتطابق مع المعايير العالمية، ويكون ذا جودة. أما السبب الثاني، فيتمثل في محنة التنقل، إذ كيف سننقل هذا السائح؟ علما أن شركات الطيران، والناقل الوطني "لارام"، لا توفر رحلات منتظمة من ألمانيا إلى مدينة من مدن المغرب، إما مراكش أو أكادير أو الدارالبيضاء. يوجد خط يربط بين فرانكفورت والبيضاء، لكن هذا ليس كافيا، لأن الحضور يجب أن يكون قويا في الأسواق الألمانية كلها، وليس فقط في برلين أو فرانكفورت. ويتمثل السبب الثالث في الصورة المغلوطة التي علقت بذهن السائح الألماني، إذ يجب ألا يبقى هناك خلط بين الوضع في بعض الدول العربية، بسبب تداعيات الربيع العربي، والوضع في المغرب. يجب أن نعمل على تغيير هذه الصورة المغلوطة التي علقت في ذهن السائح الألماني عن المغرب، من خلال دفعه لشراء المنتوج المغربي، عبر تكثيف الإعلانات في وسائل الإعلام، واستضافة مشاهير في المغرب، حتى نغير الصورة السلبية والالتباس، الذي وقع فيه السائح الألماني. قبل 5 سنوات، سجلنا في إحدى الدراسات أنه من ضمن 100 سائح يجري استجوابهم، نجد أن 80 في المائة منهم لديهم صورة جيدة عن المغرب، ومن ضمن هذه النسبة، نجد أن 60 في المائة يتمنون العودة إلى المغرب. اليوم، نسجل أننا تراجعنا بنسبة مهمة في عدد السياح، الذين لديهم صورة جيدة عن المغرب، بسبب تداعيات الربيع العربي، وبالتالي يجب أن نعمل جاهدين، بتنسيق مع وزارة السياحة، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، والمهنيين، كي نصل إلى تغيير هذا المنظور عن صورة المغرب لدى السائح الألماني، ثم نشتغل بعدها على عملية تسويق المنتوج. في هذا السياق، كانت مشاركتنا في المعرض الدولي للسياحة ببرلين مناسبة مهمة جدا من أجل ذلك، كما أن الرواق المغربي كان في المستوى المطلوب، وسجلنا إقبالا على المنتوج المغربي، وما يجب أن نقوم به، هو عمل مكثف من قبل جميع المعنيين بالقطاع السياحي، لكي نتقدم إلى الأمام. ماذا عن الأسواق الخارجية الأخرى التي مازال المغرب يراهن عليها، ويحاول أن يكتشفها ويجلب منها سياحا؟ - المغرب موجود في عدد كبير من الأسواق، هناك الأسواق التقليدية الموجودة في الدول الأوروبية، إضافة إلى أسواق واعدة أخرى، مثل جمهورية التشيك، وجمهورية سلوفاكيا. في هذا السياق، قام وزير السياحة، لحسن حداد، مع المجلس الجهوي للسياحة في أكادير، أخيرا، بحملة مهمة جدا في براغ، كما أن هناك حملة أخرى في موسكو، إضافة إلى وجود توجه نحو الأسواق الأسيوية، وأمريكا اللاتينية، وأسواق الشرق الأوسط. إذن، فجميع الأسواق، التي يمكن أن نغزوها ونجلب منها سياحا، نتوجه إليها بصفة منتظمة، وبوفود مهمة جدا تشرف وجهة المغرب. ما هي أبرز ملامح خطة تنمية السياحة الداخلية؟ - السياحة الداخلية هي الأساس، لأن جميع الدول التي نجحت في سياستها السياحة، قامت على السياحة الداخلية بالأساس، فمثلا، في فرنسا، نجد أن أول سائح هو السائح الفرنسي نفسه، وأول سائح في إسبانيا هو الإسباني نفسه. تمثل السياحة الداخلية في المغرب حوالي 28 في المائة من حجم السياحة الإجمالي، وتتوفر هذه السياحة على مؤهلات، من بينها أن السائح المغربي يسافر مع أفراد عائلته، ولهذا، يجب توفير منتوج خاص، الأمر الذي نعمل على توفيره كي نحرك السياحة الداخلية، هناك حاليا فقط بعض المنتجعات في بعض المدن، منها إيفران، ومراكش، هي التي يمكن أن تعطي دفعة للسياحة الداخلية. المنتوج الخاص، الذي أتحدث عنه، عبارة عن شقق فندقية، يجب أن تكون معممة على الصعيد الوطني، وهو منتوج معتمد منذ 10 سنوات، يدخل في إطار مخطط بلادي، الموجود في 8 مناطق في المغرب، لكنه متوفر حاليا في منطقة إيفران. وخلال هذه السنة، ستنتهي الأشغال لتوفير هذا المنتوج في منطقة إيمي ودار بأكادير، وبعده، في منطقة الجديدة، ثم المهدية. من أجل تنمية السياحة الداخلية، يجب أن نوفر المنتوج، ونعتمد الأسعار التفضيلية، وأقول دائما إن السياحة ليست شيئا واحدا، بل هي معادلة تتضمن متغيرات عدة، ضمنها النقل الطرقي، والنقل الجوي، والإعلان السياحي، والمنتوج، والموارد البشرية، والتكوين، وبالتالي، نجد أن المعادلة عبارة عن مجموعة من المتغيرات، يجب أن تسير بشكل متساو في إطار مؤسساتي، لضمان منتوج سياحي في المستوى. ما الذي يجب فعله لتغيير الصورة النمطية التي تكونت لدى السياح عن المغرب؟ - حديثنا الآن منصب مع الوزارة الوصية، ومع المكتب الوطني المغربي للسياحة، كي نكثف من حضورنا في بعض المؤتمرات واللقاءات والمعارض الدولية، وألا يكون حضورا تسويقيا فقط، بل حضور من أجل تغيير الصورة النمطية في ذهن السياح الأجانب بصفة عامة. يمكن أن يتأتى لنا ذلك، أيضا، من خلال حضورنا القوي في وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، والاستعانة ببعض النجوم العالميين في الترويج للمنتوج السياحي المغربي، لشد انتباه السياح الذين يكونون معجبين بهؤلاء المشاهير ويتأثرون بآرائهم. هذه الصورة المغلوطة عن المغرب تكونت بعد تداعيات الربيع العربي، لذا يجب أن نغير نمط تسويق المنتوج السياحي المغربي، وألا يقتصر التسويق عن طريق المعارض فقط، لكن عن طريق استعمال بعض الوجوه التي يمكن أن تغير رؤية المستهلك. هل صحيح أن هناك تفضيلا للوجهات السياحية الشاطئية، وإهمالا للوجهات السياحية الثقافية في رؤية 2020؟ - غير صحيح، لدينا خارطة طريق، اشتغلنا عليها مدة سنتين، كي نحضر الرؤية التي ستكون عليها السياحة في أفق 2020، ولاحظنا، من خلال الدراسة التي أنجزناها، وجود تكافؤ وتوازن بين السياحة الشاطئية والسياحة الثقافية، وهذه الدراسة، جاءت من أجل بلورة المنتوج اللازم من أجل هذه الأنواع من السياحة. السياحة الشاطئية كانت من بين اهتماماتنا ضمن رؤية 2010، وفعلا، أنجزنا المحطات السياحية في مخطط "أزور"، لكن، في الوقت نفسه، نعمل من أجل إعادة هيكلة المنتوج الموجود في المدن الثقافية، وبعض المدن الأخرى، التي توفر السياحة الجبلية. هذه الأمور اشتغلنا عليها، وهيئنا خارطة طريق، وتمكنا من معرفة عدد الأسرة التي نحتاجها بالضبط في كل منطقة، وكل جهة وكل مدينة، كي نصل إلى الأهداف المسطرة في خطة 2020.