تبدل الجزائر قصارى جهودها للحيلولة دون انضمام أدريان ريغاتان، لاعب تولوز الفرنسي، إلى المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، والمشاركة في المباراة المقبلة ضد تانزانيا وذلك في إطار الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة لتصفيات مونديال البرازيل 2014. ورغم أن اللاعب متشبث باللعب للأوسود، فإن المسؤولين الجزائريين دخلوا على الخط، مطالبين بانضمامه إلى الخضر، على اعتبار أن جدته تحمل الجنسيتين الجزائرية والفرنسية فقط. غير أن اللاعب الذي سبق أن خاض مباراة إعدادية ضد الطوغو في صفوف المنتخب المغربي يرغب في اللعب في صفوف منتخب البلد الأصلي لجدته من والدته، التي رأت النور في أرفود، وغادرت رفقة أفراد عائلتها إلى الجزائر، وعمرها لا يتجاوز السنتين، لذلك لم يتردد في إنجاز الوثائق الإدارية للانضمام إلى المنتخب المغربي. وعلم لدى مصادر مطلعة أن المسؤولين الجزائريين يتجهون نحو عرض قضية ريغاتان على المحكمة الرياضية "طاس"، التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، من أجل منع اللاعب من خوض مباراة ال24 من الشهر الجاري ضد تنزانيا، في العاصمة دار السلام. وكانت مصادر مغربية أشارت، في وقت سابق، إلى أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بصدد تسوية وضعية ريغاتان، لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لكي يكون اللاعب جاهزا للمشاركة في المباراة ضد تنزانيا. وكان ريغاتان أسقط في آخر لحظة من لائحة الأسود قبل المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013، التي أقيمت في جنوب إفريقيا، بسبب مشاكل إدارية تتعلق بتسوية وضعيته. تجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تثير فيها الجزائر وصحافتها مثل هذه المشاكل، إذ سبق لها أن خلقت ضجة مماثلة، عندما كشفت أن المهدي بنعطية، مدافع أسود الأطلس ولاعب نادي أودينيزي الإيطالي لكرة القدم، كان قريبا من الانضمام إلى المنتخب الجزائري، لو استمر كافالي في مهمته على رأس الإدارة التقنية ل"الفينيك"، مشيرة إلى أن الأخير تكلم مع شخص مقرب جدا من اللاعب وقتئذ، وأدرك تحمس لاعب أودينيزي للالتحاق بالمنتخب الوطني، قبل أن يتم الطلاق بين المدرب والاتحاد الجزائري للعبة وتفشل الصفقة، وهو ما نفاه بنعطية آنئذ، مشددا على الاعتزاز والفخر، اللذين يشعر بهما، لحظة المناداة عليه للدفاع عن قميص أسود الأطلس، لأنه مغربي الأصل، إذ يتحدر والده من الفقيه بنصالح. ورغم ذلك لم ييأس الجزائريون، إذ حاولوا قبل مواجهة 4 يونيو 2011 التاريخية، الضغط عليه، ودغدغة عواطفه، باعتبار والدته جزائرية، لكنه لم يأبه بذلك وكان أول من افتتح حصة التهديف في المباراة، التي اكتسح فيها الأسود المنتخب المنافس بأربعة أهداف لصفر.