أصبحت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة٬ المحدثة بتعليمات ملكية سامية سنة 2001، والتي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء٬ في ظرف سنوات قليلة مؤسسة مرجعية في مجال الأعمال والمبادرات الرامية إلى الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي. ولعل الدعوة الموجهة لصاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء للمشاركة في أشغال الدورة 27 لمجلس إدارة برنامج الأممالمتحدة للبيئة، التي تعقد من 18 إلى 22 فبراير بنيروبي٬ دليل آخر على هذا الالتزام المعبر عنه لمرات عديدة لفائدة حماية البيئة٬ كما تمثل ترجمة لإرادة سموها الانخراط في الجهود الدولية لحماية كوكب الأرض من الآفات الخطيرة، التي تهدد سلامة وجودة المحيط البيئي٬ وعلى الخصوص، الأخطار التدميرية التي تكتسيها ظاهرة ارتفاع حرارة الأرض. كما تمثل دعوة صاحبة السمو الملكي للمشاركة في هذا الحدث البارز، الذي يجمع مسؤولين من مستوى عال من مختلف بلدان العالم، دليلا على الاعتراف بمبادراتها الإرادية التي مكنت بلادنا من تحقيق نتائج متقدمة على المستوى البيئي٬ نتائج نالت العديد من الاعترافات الدولية لعل أبرزها تعيين سموها سنة 2007 "سفيرة للساحل" لدى الأممالمتحدة. وانطلاقا من رؤية بيئية متأصلة مكنت مبادرات سمو الأميرة للاحسناء من رفع الاهتمام بالشؤون البيئية إلى مصاف القضايا الوطنية، ما جعل المغرب بلدا رائدا تلقى مبادراته في المجال الترحيب عبر العالم. واتخذ التزام سمو الأميرة لصالح هذه القضية النبيلة عدة مبادرات واقعية وطموحة أطلقتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بهدف فرض احترام البيئة وجعل ذلك ممارسة يومية. ولهذا الغرض تعمل المؤسسة على عدة مستويات من بينها، إقامة وتأهيل المناطق الخضراء، وتثمين الموارد الطبيعية في المدن المغربية، والحفاظ على التنوع البيئي في الساحل٬ وتحسين جودة الهواء، وتطوير سلوكيات بيئية مسؤولة لدى المقاولات٬ وتطوير السياحة الخضراء، ودعم التربية على البيئة. ومنذ أكثر من عقد من الزمن على وجودها أطلقت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بدعم من صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، العديد من المبادرات والأعمال من بينها، على الخصوص، برامج رائدة أسست لديناميات جديدة لفائدة البيئة عبر التراب الوطني من قبيل عملية "الشواطئ النظيفة"، التي تستهدف حماية الساحل من الأنشطة البشرية المفرطة والعمل على تقديم خدمات أفضل للملايين من مرتادي السواحل٬ مع الحرص على تنظيم أنشطة ترفيه وتوعية وتحسيس وتربية بيئية. وتوجت هذه العملية التي ساهمت فيها الجماعات المحلية والشركاء الاقتصاديون بموجب اتفاقية ثلاثية الأطراف سنة 2011، من خلال منح الجائزة المتميزة "العلم الأزرق" ل20 شاطئا مغربيا. كما يعد برنامج "المقاولات الخضراء"، فكرة مبتكرة للمؤسسة تستهدف إعطاء دينامية للتنمية المستدامة لمجموع القطاع الاقتصادي مع التركيز على المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الاقتصادية والدور المنوط بها في التقدم الاقتصادي واحترام البيئة. ومن هذا المنظور تعمل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بشراكة مع السلطات العمومية، على تنفيذ إطار تنظيمي يحث المقاولات المغربية على اعتماد إجراءات تفرض نفسها لحماية البيئة ومحاربة كل أشكال الإتلاف والتدمير للمحيط البيئي الناتجة عن الأنشطة الاقتصادية. ووفق المنظور نفسه، تنفذ المؤسسة برنامج "مدارس إيكولوجية"، وهو برنامج ناجح شمل لحد الآن 690 مدرسة عبر المملكة، بشراكة واسعة مع وزارة التربية الوطنية٬ ويهدف عبر ورشات تكوينية ومشاريع من إنجاز التلاميذ ترسيخ ثقافة حقيقية لاحترام البيئة لدى الأجيال الصاعدة، اعتمادا على مقاربة تربوية. وأصبحت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة٬ القوية بشبكة الدعم الوطنية والدولية التي تتوفر عليها٬ وبفضل انخراط قوي لرئيستها صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء٬ حاضنة للمبادرات المبتكرة لحماية البيئة مكنت من رفع الاهتمام بها لدى مختلف الأوساط لتصبح قضية الجميع.(و م ع)