حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مساء أول أمس الثلاثاء، إيران على توقيع تسوية دبلوماسية للخروج من الأزمة التي تسبب فيها برنامجها النووي. كما وعد ب"عمل حازم" ضد "التحريض الذي تقوم به كوريا الشمالية" التي أجرت ثالثة تجاربها النووية قبل ساعات. قال أوباما أمام الكونغرس خلال أول خطاب له عن حالة الاتحاد في ولايته الثانية- "يجب أن يقر القادة الإيرانيون بأن الوقت قد حان الآن لإيجاد حل دبلوماسي"، مؤكدا أن أمريكا تبذل قصارى جهدها لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. وفي ما يتعلق بالتجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية أول أمس الثلاثاء، قال أوباما إن "عمليات تحريض كالتي رأيناها الليلة الماضية لن تزيد إلا من عزلة كوريا الشمالية (..)، ونحن نعزز دفاعنا المضاد للصواريخ، وسنحمل الأسرة الدولية على القيام بعمل حازم ردا على هذه التهديدات". وأكد الرئيس الأمريكي أنه "يجب على نظام كوريا الشمالية أن يعلم أن الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والازدهار هو الوفاء بالتزاماته الدولية". كما أعلن أوباما سحب 34 ألف عسكري أمريكي من أفغانستان "خلال السنة المقبلة"، موضحا أن الانسحاب سوف يتواصل ل"تكون حربنا في أفغانستان قد انتهت" بنهاية عام 2014. وأضاف الرئيس الأمريكي "بدلا من إرسال عشرات الآلاف من جنودنا إلى الخارج أو نحتل بلادا أخرى، يتعين مساعدة دول مثل اليمن وليبيا والصومال ومالي لمواجهة إرهاب القاعدة". وفي السياق، أعلن أوباما نيته التباحث مع روسيا لإتمام خفض إضافي للترسانة النووية للبلدين بعد تبني معاهدة "ستارت" لنزع الأسلحة النووية نهاية 2010. وقال "سوف نبدأ في محادثات مع روسيا بحثا عن خفض إضافي لترسانتنا النووية". وشدد أوباما على دعم بلاده لشعوب الشرق الأوسط في سعيها نحو الديمقراطية، متعهدا بمواصلة الضغط على النظام السوري، وتقديم الدعم للمعارضة السورية. وأكد وقوفه "بثبات" إلى جانب إسرائيل "في سعيها للأمن والسلام الدائم"، مشيرا إلى أنه سينقل كل هذه الرسائل إلى منطقة الشرق الأوسط الشهر المقبل. من جهة أخرى، تعهد الرئيس الأمريكي في خطابه السنوي عن حالة الاتحاد ب"إحياء الاقتصاد الأمريكي الراكد بخلق فرص "عمل جيدة للطبقة الوسطى". وحث الرئيس الديمقراطي الكونغرس على دعم خطته التي ستشمل ما قال إنها إصلاحات للضرائب والتعليم ترى إدارته أنها ستسهم في اجتذاب المصنعين والمستثمرين للعودة إلى الولاياتالمتحدة. ودعا أوباما إلى تبني قانون "شامل" لإصلاح نظام الهجرة إلى الولاياتالمتحدة خلال الأشهر القادمة. واقترح أوباما في إطار خطته لتحريك الاقتصاد الأمريكي الراكد إلى رفع الحد الأدنى للأجور بأكثر من 20 في المائة واستثمار 50 مليار دولار في تشييد وتحسين الطرق والجسور، وإنفاق 15 مليار دولار على برنامج للوظائف بقطاع التشييد. ودعا الرئيس الأمريكي الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى الإسراع بوضع مثل هذا القانون قائلا "نعلم ما يجب القيام به... فلنقم به الآن. ارسلوا لي قانون إصلاح شامل للهجرة خلال الأشهر المقبلة وسوف أوقعه فورا". وشدد أوباما على ضرورة مثل هذا القانون للاقتصاد الأمريكي قائلا "اقتصادنا يكون أقوى عندما نستغل طاقات المهاجرين الذين يطفحون بالأمل". وخاطب أوباما جمهور مستمعيه في الجلسة المشتركة للكونغرس قائلا إن مهمة جيله هي "إشعال فتيل المحرك الحقيقي للنمو الاقتصادي الأمريكي - وهو طبقة وسطى ناهضة ومزدهرة". ويعارض الجمهوريون بقوة زيادة الإنفاق الحكومي وسط الانقسام السياسي المطرد بشأن كيفية خفض العجز في الميزانية الأمريكية. واقترح أوباما إصلاحات لتخفيض كلفة الرعاية الصحية وبرنامج الرعاية الصحية الفيدرالي للسجناء، بيد أنه قال "لا يمكننا مجرد أن نقتطع من أسلوب رخائنا الاقتصادي". يشار إلى أن الدستور الأمريكي يطالب رئيس البلاد بأن يقدم "من وقت إلى آخر" تقريراً عن "حالة الاتحاد". ويعود تقليد إلقاء خطاب الرئيس عن حالة الاتحاد إلى عام 1790 عندما تلا الرئيس الأول للولايات المتحدة جورج واشنطن "رسالته السنوية" على الكونغرس في مدينة نيويورك التي كانت حينذاك العاصمة المؤقتة للولايات المتحدة. ويخدم خطاب الرئيس الأمريكي السنوي عن حالة الاتحاد عدة أغراض، منها أن الخطاب يعرض حالة الولاياتالمتحدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ويقترح جدول أجندة تشريعية للسنة المقبلة، ويتيح للرئيس الفرصة لكي يشرح للأمة رؤيته الشخصية.