أشاد سفير بريطانيا بالرباط٬ كليف ألديرتون، بجودة العلاقات التي تجمع بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة٬ داعيا إلى مضاعفة الجهود وتحسين مجالات التعاون والشراكة بين البلدين. وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن السفير البريطاني، دعا خلال مباحثات أجراها٬ أخيرا٬ مع رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله٬ إلى تحسين مجالات التعاون والشراكة بين المغرب وبريطانيا، خصوصا على المستوى الاقتصادي، الذي مازال محتشما. وأبرز ألديرتون٬ حسب البلاغ٬ أن الموقع الاستراتيجي للمملكة المغربية كبوابة لبلدان جنوب الصحراء من شأنه أن يساعد على تطوير العلاقات الاقتصادية بما يخدم مصلحة البلدين٬ منوها بالإصلاحات الديمقراطية، التي تشهدها المملكة المغربية. وبخصوص قضية الوحدة الترابية٬ جدد المسؤول البريطاني موقف بلاده الداعم لجهود الأممالمتحدة لحل النزاع حول الأقاليم الجنوبية. من جانبه٬ أطلع رئيس مجلس المستشارين السفير البريطاني على المراحل التاريخية لاسترجاع الأقاليم الجنوبية٬ مبرزا أهمية المقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي لهذه الأقاليم تحت السيادة المغربية والوحدة الوطنية كحل سياسي وعادل ودائم لإنهاء النزاع المفتعل، ولتمكين مغاربة مخيمات تندوف من العودة إلى وطنهم الأم وتدبير شؤونهم بأنفسهم مع باقي سكان الأقاليم الجنوبية. من جهة أخرى٬ أبرز بيد الله العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة وسبل الارتقاء بها إلى مستوى أعلى خدمة للمصالح المشتركة بين البلدين الصديقين. كما استعرض مجمل التحولات العميقة، التي ميزت المملكة المغربية، خلال العشر سنوات الأخيرة (مدونة الأسرة٬ وطي صفحة انتهاكات حقوق الإنسان...)٬ وهي التحولات التي قادها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتوجت بدستور فاتح يوليوز 2011، مضيفا أن هذه التحولات مكنت المملكة المغربية من تحقيق انتقال ديمقراطي، في إطار الاستقرار والتشاور الواسع مع جميع الشركاء السياسيين والنقابيين والمجتمع المدني. وتطرق بيد الله إلى أهم المكتسبات التي تضمنتها الوثيقة الدستورية الجديدة على مستوى فصل السلط وتوازنها وتعاونها٬ ودسترة جميع أجيال حقوق الإنسان٬ وإقرار مبدأ المناصفة بين المرأة والرجل٬ ووضع آليات جديدة للحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة٬ إضافة إلى استقلال القضاء كسلطة٬ وإعطاء المعارضة البرلمانية وسائل لمراقبة عمل الحكومة. وأبرز أهمية الموقع الجيو الاستراتيجي للمملكة المغربية ودورها كجسر رابط بين أوروبا والعالم العربي وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء٬ ما يستلزم تحسين التبادل التجاري. وذكر رئيس مجلس المستشارين بالتحديات الأمنية التي تهدد الأمن والسلم بشمال إفريقيا، جراء تنامي الأعمال الإرهابية بمنطقة الساحل والصحراء٬ خصوصا، عقب التطورات الخطيرة التي تعرفها مالي.