تنظر النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بفاس، الأسبوع الجاري، في ملف امرأة في عقدها الرابع، أرملة ولها خمسة أبناء تتحدر من باشوية طهر السوق حوالي 60 كلم شمال شرق مدينة تاونات. وتتابع بتهمة محاولة القتل العمد في حق طفل يبلغ من العمر 7 سنوات يتابع دراسته بالمستوى الأول ابتدائي بمدرسة كعب بن زهير بالباشوية المذكورة، انتقاما من والدته على خلفية صراع شخصي بينهما بسبب مشاكل تختلف رواياتها بين سكان المنطقة. ومعلوم أن وقائع القضية تعود حسب الأبحاث التي قامت بها الجهات المختصة، إلى أن المشتبه بها استدرجت صباح الخميس 15 نونبر الماضي، الضحية من أمام المؤسسة التي يتابع فيها دراسته، مستغلة حداثة سنه، واطمئنانه لها لأن أسرته تربطها علاقة جوار مع المشتبه بها. واتجهت به إلى المكان المسمى "القشلة" بمنطقة الدلمير باشوية طهر السوق، وهو عبارة عن بقايا المباني العسكرية الاستعمارية بالمنطقة، حيث وجهت له عدة ضربات في الرأس مما سبب له كسرا في الفك السفلي وكسرا بعنقه وجراحا عميقة على مستوى الرأس وبعدها لفت رأسه بكيس بلاستيكي بغرض تعرضه للاختناق بعدما قامت بدفن الجزء السفلي من جسده تحت أكوام من الحجارة وغادرت الموقع مستغلة خلوه. لكن الأقدار شاءت أن يكون عكس ما خططت له المتهمة، ولم يكتب للجريمة أن تكتمل، ذلك أن حارس المنطقة كان حاضرا على مسافة غير بعيدة، إذ لاحظ أن السيدة بعدما قدمت للمكان رفقة الطفل غادرته وحدها، ما أثار شكوكه ولم يخطر بباله أن يكون الأمر يتعلق بمحاولة إزهاق روح طفل، فبادر إلى البحث عن الطفل، وصدم لبشاعة المشهد. ودون تأخير، بادر إلى إنقاذ الضحية ونقله على وجه السرعة إلى المستشفى، كما أخطر السلطات المحلية والأمنية بالمنطقة بالحادث، لتنتقل على الفور لمعاينة الضحية ومسرح الجريمة والاستماع إلى الحارس تحت إشراف النيابة العامة، الذي كان الخيط الذي قاد إلى تحديد هوية السيدة المتهمة. وهو ما أكده الطفل الضحية بعدما عاد إلى وعيه إثر تلقيه العلاجات الطبية بمستشفى تاونات وفاس، وسلمت له شهادة طبية حددت مدة العجز في أربعة أشهر، وصرح للشرطة القضائية قائلا "خالتي أمينة هي بغات تقتلني"، ليجري اعتقالها، وبعد الشروع في استنطاقها اعترفت بما اقترفته بعدما أصرت على الإنكار في بداية التحقيق.