انتفض درب الخير، في حي الرميلة بالدارالبيضاء، مساء أول أمس الخميس، على وقع جريمة ارتكبها أب في حق ابنتيه وأمهما، المطلقة منه حديثا، إذ ألقى بابنتيه صفاء ومروة من سطح منزل ذي ثلاثة طوابق، قبل أن يبقر بطن ويكشف عن أمعائها. (أيس برس) "بابا لاحني ... بابا لاحني"، بهذه الكلمات صرخت مروة ذات الثلاث سنوات، وهي تفسر لسكان درب الخير، الذين تجمهروا حولها، سبب سقوطها من سطح المنزل، قبل أن تدخل في غيبوبة، في حين، كانت أختها التوأم تصرخ إلى جانبها، فيما تعالى صراخ الأم وأفراد عائلتها في المنزل رقم 5 بالزنقة 14 بدرب الخير بمنطقة المنظر العام. أما الأب، الذي كان في حالة هستيرية وفي سكر طافح، فخرج إلى الشارع وهو يصرخ للجيران "قتلتها.. قتلتها .. ولحت الدراري". وألقت عناصر الشرطة القضائية لأمن عين الشق بالبيضاء، دقائق بعد الحادث، القبض على الأب المتهم، الذي أمسك به أبناء الحي، قبل أن يسلموه إلى عناصر الشرطة، التي حضرت فور إعلامها بالخبر. ونقلت الأم المصابة وابنتاها في حالة خطيرة إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن رشد، إذ أدخلت الابنة صفاء إلى غرفة الإنعاش في حالة خطيرة، فيما أخضعت توأمها مروة لعملية جراحية دقيقة في يدها، نتيجة إصابتها بكسر بالغ، وخدوش وجروح في مختلف أنحاء جسمها، بسبب السقطة القوية بعد أن ألقى بهما والدهما من سطح المسكن، الذي تعيش فيه أمهما رفقة أفراد أسرتها. وحسب أقارب الطفلتين، فإن المتهم يدعى يونس. ف، وكان يقضي عقوبة حبسية بسجن عكاشة، وخرج من السجن يوم عيد الأضحى، ومساء أول أمس الخميس، حضر إلى منزل العائلة، وطلب من طليقته "س.م" (حصلت على الطلاق قبل أسبوع)، التي كانت رفقة ابنتيهما معاشرته، لكنها رفضت، ما جعل المتهم يستشيط غضبا، ويبدأ في سب وشتم الطليقة وعائلتها، كما عنفها وطعنها بسلاح أبيض "ساموراي" كان بحوزته في بطنها، ثم توجه إلى ابنتيه وألقى بهما من السطح، وغادر المكان. وبعد نقل الضحايا الثلاث إلى مستشفى ابن رشد، حسب أقارب الضحايا، الذين تحدثوا إلى "المغربية" صباح أمس الجمعة بمستشفى الأطفال بابن رشد، نقلت الأم إلى قسم مستعجلات الجراحة الباطنية، حيث أجريت لها عملية جراحية لتقطيب جرح البطن. وأضاف المتحدثون أن سبب الحادث هو محاولات الزوج المتكررة مطالبة طليقته بالعودة إليه، منذ مغادرته السجن، لكنها كانت ترفض بدعوى أنه عاطل عن العمل، وأن أفراد عائلتها هم من يعيلونها رفقة ابنتيها، ما دفع الأب إلى ارتكاب فعلته انتقاما منها. حسب ما أكده أفراد أسرة الزوجة الضحية ل "المغربية"، دخلوا في مشاداة كلامية مع قسم الفوترة، ومع بعض الممرضين بقسم المستعجلات، بعدما رفضوا إدخال الطفلتين ووالدتهما إلى غرفة العناية المركزة قبل أن يؤدوا السومة المحددة لقسم الفوترة، كما أكدت شقيقة الأم أن الطاقم الطبي لم يجر لشقيقتها العملية إلا في حدود الخامسة صباحا، وأنها ظلت تنزف وأمعاؤها بارزة منذ إصابتها بالطعنة في الخامسة مساء، إلى أن أدخلت إلى غرفة العمليات.