تواصل مآسي حرب الطرق حصد المزيد من الأرواح البشرية يوما عن يوم، فعلى بعد حوالي 3 أيام من عيد الأضحى، سجلت حرب الطرق حصيلة ثقيلة من حيث القتلى والمصابين إذ لقي 8 أشخاص مصرعهم، وأصيب 38 آخرين، في حادثة سير وقعت في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء على الطريق الوطنية رقم 1، الرابطة بين مدينتي العرائش والقصر الكبير. وأوضح مصدر أمني أن حالة 20 مصابا من بين الجرحى وصفت بالخطيرة، وكانوا يتابعون العلاج بكل من طنجةوالعرائش، مشيرا إلى أن الحادثة وقعت حين حاول سائق سيارة لنقل البضائع التجاوز في خط متواصل، ليصطدم مباشرة بحافلة قادمة في الاتجاه المعاكس. وتزداد المخاوف من ارتفاع عدد حوادث السير، خلال الأسبوع الجاري، والأسبوع الذي يليه، ارتباطا بكثرة التنقلات من أجل شراء أضحية العيد، ونقل أغنام لبيعها داخل المدن، إضافة إلى تزايد أعداد المسافرين في كل الاتجاهات، خلال هذه الفترة، بغرض الاحتفال بمناسبة العيد وسط الأهل والأحباب. وينصح عدد من مهنيي النقل مستعملي الطريق برفع درجة اليقظة والحذر، وتوخي الحيطة واحترام قانون السير، خلال هذه الأيام، حتى لا تفسد فرحة العيد، وتتحول إلى مآس تزهق أرواح العديد من المواطنين، وتدخل آخرين دائرة الإصابات الخطيرة. وتعزى الأسباب الرئيسية لحوادث السير إلى "عدم التحكم، وعدم انتباه الراجلين، والسرعة المفرطة، وعدم احترام أسبقية اليمين، وعدم انتباه السائقين، وتغيير الاتجاه بدون إشارة، وعدم الوقوف الإجباري عند علامة قف، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، والسير في يسار الطريق، والتجاوز المعيب، وعدم الوقوف الإجباري عند إشارة الضوء الأحمر، والسير في الاتجاه الممنوع". وعلاقة بأسباب حوادث السير، أوضح بحث علمي حول قلة الانتباه والنوم أثناء السياقة٬ أنجزته الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب٬ أن 37 في المائة من السائقين بالمغرب أقروا بأنهم غفوا أثناء النهار وهم على متن عرباتهم. وأكدت نتائج البحث، التي نشرت في قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن قلة الانتباه المرتبط بالنوم أثناء السياقة يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لوقوع حوادث سير في الطرق السيارة. وأوضحت الشركة أن نتائج الدراسة كشفت أن حوالي واحد من بين ثلاثة سائقين (أي 31 في المائة) أقروا بأنهم غفوا أثناء السياقة مرة واحدة على الأقل، خلال الشهر الذي سبق إجراء البحث٬ مشيرة إلى أن هذا البحث شمل عينة من حوالي ألف سائق، وأظهر أن 15 في المائة من السائقين صرحوا بأنهم قاموا بالسياقة لمدة خمس ساعات دون توقف (500 كلم)٬ في حين، صرح 42 في المائة منهم أنهم توقفوا مرة واحدة فقط خلال المسافة نفسها٬ رغم أن الوضع العادي هو توقفان كحد أدنى. وأبرز البحث أن 64 في المائة من السائقين أحسوا بالتعب أثناء النهار٬ وأن 35 في المائة يحتاجون لحوالي ساعتين من النوم٬ وتظهر على حوالي سائق من بين 3 (29,9 في المائة) علامات يمكن أن تكون لها علاقة مع أحد أمراض الجهاز التنفسي أثناء النوم (الشخير أو الاختناق). وأضافت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب أن الدراسة متواصلة لتحديد العلاقة السبب/ التأثير٬ والكشف من خلال عينة من السائقين عن أمراض الجهاز التنفسي التي يمكن أن تؤدي إلى النوم أثناء النهار. ودعا معدو الدراسة والشركة الوطنية للطرق السيارة سائقي السيارات إلى الأخذ بالاعتبار مستوى النوم لديهم قبل السفر٬ مبرزين أن الأمر يتعلق بعامل أساسي للسلامة الطرقية يتعين إيلاؤه الاهتمام اللازم على غرار التحقق من الحالة الميكانيكية للعربة.