وجهت المركزيتان النقابيتان الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل، في إطار التنسيق المشترك بينهما، رسالة إلى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة تطالبانه فيها بتنظيم مفاوضات ثلاثية الأطراف، تضم الحكومة وأرباب العمل والنقابات في أقرب الآجال. وجاء في الرسالة، التي توصلت "المغربية" بنسخة منها، والمذيلة بتوقيع الكاتبين العامين للمركزيتين النقابيتين، محمد نوبير الأموي، وعبد الرحمان العزوزي، أنه "انطلاقا من نتائج اللقاء التشاوري الذي عقدته المركزيتان معكم في بداية شتنبر الماضي، والقاضي بتنظيم مفاوضات ثلاثية الأطراف، وفق الأعراف الدولية ومدونة الشغل الوطنية، وتقديرا للصعوبات التي يمر منها المغرب في سياق التحولات الدولية والمتغيرات الجهوية، فإننا نطالبكم بعقد هذا الاجتماع في أقرب الآجال". وأوضحت الرسالة أن "عقد الاجتماع في أقرب وقت ممكن من شأنه أن يخلق مناخا اجتماعيا سليما، يساعد على تخفيف حدة التوترات، وخلق أجواء وطنية إيجابية". وكان وفدا المركزيتين النقابيتين طالب، صباح الثلاثاء المنصرم، خلال اجتماع للجنة متابعة الحوار الاجتماعي، بمقر وزارة الوظيفة العمومية وتحديث القطاعات، ب"منهجية فعالة للحوار، وفتح أبواب الحوار سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص. وقال عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل، إن "ممثلي المركزتين، وفي إطار التنسيق المشترك بينهما، أبلغوا ممثلي وزارة الوظيفية العمومية بضرورة تغيير منهجية الحوار التي كانت متبعة سابقا، وفتح الحوار في القطاعين العام والخاص، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن نسير فقط في اتجاه واحد"، في إشارة إلى أن الحوار المفتوح حاليا يهم فقط القطاع العام، داعيا الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها. وأوضح العزوزي، في تصريح ل "المغربية"، أن موقف المركزيتين المعبر عنه "لا يعتبر انسحابا أو مقاطعة للحوار الاجتماعي"، وأضاف "طالبنا بتغيير منهجية العمل، لأن المنهجية السابقة لم تعط أكلها نهائيا، كما أكدنا على أن الحوار يجب أن يكون حوارا متكاملا، ويشمل القطاعين العام والخاص". وذكر أن هناك الآن فقط دعوة للحوار في القطاع العام، في حين تقفل وزارة التشغيل الباب بخصوص الحوار في القطاع الخاص، مشددا على ضرورة فتح الباب للحوار في القطاع الخاص أيضا، بحضور الأطراف المعنية، الباطرونا والحكومة والمركزيات النقابية. واعتبر الكاتب العام للفدرالية أنه "لا يمكن للأمور أن تسير بشكل جيد بهذا الأسلوب الذي تحاول الحكومة نهجه، فهناك من يفتح الباب، وهناك آخر يقفله، والمنهجية القديمة هي نفسها المتبعة حاليا، وهذه الأمور طرحناها في اللقاءات السابقة مع رئيس الحكومة، وأبدينا له استعدادنا للعمل".