بابتسامة عريضة ونفسية متفائلة وصدر رحب، يستقبل الممثل حسن مضياف زواره بمصحة "فال دانفا"، التي يواصل بها العلاج، بأمر من جلالة الملك محمد السادس، بعد تدهور حالته الصحية والاجتماعية، خلال الأشهر القليلة الماضية. وعبر مضياف بكل صدق، ل"المغربية"، التي زارته في المصحة، عن امتنانه الشديد لجلالة الملك محمد السادس، ناصر الفن والفنانين، على اهتمامه الكبير بصحته، وتكفله بمصاريف علاجه، قائلا "أنحني إجلالا لعطف جلالة الملك على الفنانين خاصة من هم في وضعية صعبة، وأخجل كثيرا من أصدقائي وزملائي، ومن أناس لا أعرفهم يحرصون على زيارتي يوميا في المصحة، محملين بهدايا وطعام وحلويات، ولا يسعني إلا أن أشكر كل المغاربة المعروفين بقلوبهم الطيبة والكريمة". يؤكد مضياف أن كم الاتصالات الهاتفية التي يتلقاها من المغاربة في كل أنحاء العالم تشعره بأنه لم يعد مريضا، ويشير إلى أن الفضل في تحسن وضعه الصحي يعود بالدرجة الأولى إلى الرعاية الطبية التي يتلقاها من قبل أطباء أكفاء في المصحة، هؤلاء الذين نصحوه بعدم إجراء أي عملية جراحية في الوقت الراهن، إلى حين استرداد عافيته، مشددين على أن وضعه الصحي لا يتحمل إجراء عملية الآن. وأوضح مضياف أن الأطباء المشرفين على وضعه الصحي، بعثوا بتحاليل دمه إلى فرنسا لاستشارة الأطباء هناك، والتأكد من إمكانية إجراء العملية المذكورة. وبسبب السكن غير اللائق الذي يقطن فيه مضياف رفقة زوجته وابنيه خولة وعبد الله، ووالدته المقعدة، نصحه الأطباء بمواصلة العلاج في المصحة، مؤكدين أن مرضه بالتهاب القصبات الرئوية، لا يستوجب مواصلة العيش في غرفته الصغيرة على السطح، التي تشرف على مدخنة فرن شعبي يقذف نحوه باستمرار رمادا خانقا، والتي لم يكن يجد ما يدفع به ضررها، غير الصبر على واقع حاله. ولتجنيبه العودة إلى هذا السكن بعد انتهاء فترة علاجه، يعتزم فنانون تشكيليون إقامة معارض للوحات يقدم ريعها لمضياف، ويواصل مجموعة من الفنانين المغاربة، جمع التبرعات المالية من أجل البحث عن سكن لائق لمضياف، إذ وصل المبلغ الإجمالي إلى حدود، أول أمس الثلاثاء، إلى 80 ألف درهم، ساهم في جمعها أصدقاء مضياف وزملاؤه الذين يحترمونه ويقدرونه، وجمهوره المحب لفنه والواثق من موهبته وأعماله الجادة والهادفة، التي لم يكن يقبل بسواها، ولو كلفه ذلك النوم ليال طويلة دون إيجاد قوت يومه. ورغم كل ما واجهه مضياف في حياته، منذ كان يفترش الأرض عندما يبيت في الأزقة والحدائق، مرورا بسكنه في المسرح البلدي القديم، الذي هدم في ما بعد ليضيع له المسرح والمسكن، ووصولا إلى هم التمثيل الذي يعتبره أمانة، في حين يتخذه البعض تجارة تباع وتشترى، يتطلع هذا الفنان المخضرم لغد أفضل، آملا في أن يعود إلى الخشبة من جديد، وإلى جمهوره الكبير، قائلا إن عليه اليوم أكثر من أي وقت مضى، أن يقدم له الأفضل والأجود.