فضحت أسر الصحراويين المحتجزين بتندوف قيادة البوليساريو لاستغلالها للأطفال للترويج لأطروحتهم المعادية للوحدة الترابية. وطالبت عائلات الأطفال، الموجودين في إسبانيا لقضاء عطلة صيفية هناك، بتدخل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بوقف استغلال أطفالها من طرف قيادة البوليساريو للترويج لأطروحتهم الوهمية بالخارج. وكشف عبد العزيز لفقيه، عضو "منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف"، في رسالة، توصلت "المغربية" بنسخة منها، أن "عجز قيادة البوليساريو عن التسويق لأطروحة الانفصال جعلها تستعمل الأطفال، الذين لا يملكون حولا ولا قوة لرفض مؤامراتها، لتلميع صورتها بالخارج، وتستجدي بهم الدعم الذي تحوله لحسابات بنكية خاصة، دون أن يعرف الطريق إلى أبناء وأسر المغاربة المحتجزين بتندوف". وأضافت الرسالة أن أغلب العائلات الصحراوية، المقيمة في مخيمات الاحتجاز بتندوف، تحتج، منذ يومين، بالمخيمات ضد أسلوب الاستغلال السياسي لقيادة البوليساريو لأبنائها الذين يستفيدون من برنامج العطل الصيفية بإسبانيا. وأوضحت أن عائلات الأطفال نددت، عبر وقفات احتجاج، ب "الاستغلال المقيت، الذي يتعرض له أطفالها، إلا أن المسؤولين في جبهة البوليساريو يصرون على إخراج عطلهم الترفيهية من نسقها الطبيعي والمتعارف عليه دوليا كحق من حقوق الطفل، ليجعلوها فرصة لتسويق أفكارهم، وتحسين صورتهم الخارجية". مؤكدا أن المحتجين يواصلون تنديدهم بالأساليب الانتهازية التي تعتمدها قيادة البوليساريو في حق أطفال صغار. وقال المصدر إن "قيادة البوليساريو تحرص على جعل الأطفال يشاركون في أنشطة سياسية ودعائية لجبهة البوليساريو، بدل أن يستفيدوا من خرجات ترفيهية وسياحية إلى أماكن ومعالم تغني مداركهم وتنمي معارفهم"، كاشفا أن أعضاء من البوليساريو يشرفون على مخيم أطفال المحتجزين بتندوف، يسخرون في مسيرات ذات طابع سياسي، بتنسيق مع جمعيات تنشط في مدن إسبانية متفرقة، يديرها أشخاص مقربون من مسؤولين بالمخيمات. واعتبرت الرسالة أن "هذا يثبت بالدليل الملموس التواطؤ المكشوف، والاتفاق حول جعل العطلة الصيفية مناسبة لتنظيم تظاهرات وأنشطة سياسية تعتمد على الأطفال والقاصرين للتغطية على المقاطعة الكبيرة للجالية الصحراوية لأنشطتهم". وأشار لفقيه إلى أن قيادة البوليساريو حدت من أعداد المرافقين للأطفال من أسرهم، وصارت تعتمد على "مرافقين من الموالين لها، يرضخون للأوامر والتعليمات، ويطلب منهم التنسيق المباشر مع تمثيليات البوليساريو في الأقاليم الإسبانية، وأن يضعوا أنفسهم رهن إشارة المسؤولين، خدمة لأهداف ومبادئ جبهة البوليساريو، ما ينتج عنه تسييس الرحلات الترفيهية الصيفية وإفراغها من محتواها التربوي، وجعلها عنوانا للاستغلال السياسي للأطفال، الأمر الذي تجرمه المواثيق الدولية، ويعاقب عليه القانون، وترفضه المنظمات العالمية والهيئات الحقوقية الدولية، وتعتبره خرقا سافرا لحقوق الإنسان". وجاء تنديد أسر الأطفال الموجودين بإسبانيا بعد تلقيهم معلومات من ذويهم وعائلاتهم بإسبانيا تفيد أن أبناءهم يشاركون في مسيرات، يعجز الكبار عن الالتزام ببرنامجها، نظرا لما تتطلبه من جهد وقدرة بدنية تنعدم في الأطفال والقاصرين، كما بلغ إلى علم أسر الأطفال مشاركة أبنائهم في لقاءات وأنشطة سياسية، كان آخرها لقاء أبنائهم مع رئيس برلمان مقاطعة نبارا الأسبوع الماضي، بحضور برلمانيين وبعض القياديين في البوليساريو، في غياب أي من أفراد الجالية الصحراوية.