تمكنت مصالح الضابطة القضائية بفاس من فك لغز حادث انقلاب قطار فاس، إذ أوقفت، الجمعة الماضي، أربعة أشخاص متهمين بالتسبب في انحراف قطار، عشية الخميس الماضي وكان القطار قادما من وجدة في اتجاه الدارالبيضاء، عن سكته، بعد أن عمدوا إلى سرقة قطع من السكة الحديدية في موقع الحادث. وذكر مصدر أمني بولاية الأمن بفاس، في تصريح ل"المغربية"، أن الأظناء الموقوفين ثلاثة أشخاص، وأنهم على علاقة مباشرة بسرقة مثبتات وصفائح من السكة الحديدية بالمقطع الذي وقع به الحادث، وجرى حجز الوسائل المستعملة في تفكيك السكة الحديدية بمنازلهم، بالإضافة إلى شخص رابع، تاجر متلاشيات، اقتنى منهم القطع المحجوزة في محله للمتلاشيات، بحي السعادة. وأكد المصدر الأمني أن تحريات مصالح الضابطة القضائية بفاس خلصت إلى أن الأفعال المرتكبة هي "إجرامية صرفة بدافع السرقة، إذ فكك الأظناء، وهم شباب متهورون، السكة الحديدية من أجل بيع القطع الحديدية بأثمنة زهيدة لتجار المتلاشيات"، وأضاف المصدر الأمني أن الموقوفين اعترفوا بالمنسوب إليهم، ووضعوا تحت الحراسة النظرية لتعميق البحث معهم، ولتقديمهم أمام استئنافية فاس لمتابعتهم في حالة اعتقال، طبقا للمنسوب إليهم من تهم. من جهته، قال مصدر من المكتب الوطني للسكك الحديدية بفاس، ل"المغربية"، إن تحريات أنجزها فريق تابع للمكتب أكدت أن الحادث كان نتيجة عمل تخريبي تعرض له المقطع السككي، حيث وقع حادث انقلاب القطار رقم 206 لنقل المسافرين، الذي كان مقبلا من وجدة في اتجاه الدارالبيضاء، موضحا أن العمل التخريبي استهدف مسافة 10 أمتار، وجرت سرقة 30 مثبتا وعدد من الصفائح الحديدية، قبل أقل من ساعة على وصول القطار إلى موقع الحادث. يذكر أن جميع عربات القطار المتضررة أزيحت عن موقع الحادث، في حين مازالت المصالح التقنية التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية منهمكة في صيانة المقطع السككي المتضرر، وجرى تأمين حركة القطارات في اتجاه مدينة وجدة عبر الخط الثاني، الذي يعبر حي باب فتوح. وكان حادث انحراف قطار عن سكته على مقربة من محطة فاس، وانقلاب خمسة من مقطوراته، أسفر عن إصابة 46 راكبا بجروح طفيفة، غادروا المستشفى يوم وقوع الحادث، بعد تلقيهم الإسعافات اللازمة.