ينعقد، اليوم الاثنين، في مدينة القنيطرة المنتدى الجهوي للغرب الشراردة بني حسن حول سياسة المدينة. ويهدف المنتدى، المنظم من قبل وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، إلى فسح المجال لكل الفاعلين، من سلطات محلية وجماعات ترابية وفاعلين جمعويين وجامعيين، من أجل المشاركة الفعالة في البناء المشترك لمرتكزات وطرق تفعيل الاستراتيجية الوطنية لسياسة المدينة على مختلف المستويات الترابية. وتروم هذه المقاربة، أيضا، توطيد دعائم الحكامة الترابية الجيدة. وأفاد بلاغ لوزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن "اللقاءات الجهوية للحوار حول سياسة المدينة تستحضر مختلف الأوراش والإصلاحات المؤسساتية المفتوحة في المملكة، خاصة ورش الجهوية المتقدمة، وتطمح إلى تمكين الفرقاء المؤسساتيين الجهويين من رؤية شمولية ومندمجة لسياسة المدينة، تمكن من معالجة الاختلالات القائمة، وضمان نمو منسجم للمدن الكبرى والمتوسطة والمراكز الصاعدة، بالنظر للدور المحوري لهذه المجالات الترابية في التنمية البشرية الشاملة والمستدامة". وتقع جهة الغرب الشراردة بني حسن في الشمال الغربي للبلاد، وتمتد على مساحة حوالي 8505 كلم2 أي حوالي 1,2 في المائة من مجموع مساحة البلاد، وتضم ثلاثة أقاليم، هي إقليمالقنيطرة، وإقليمسيدي قاسم، وإقليمسيدي سليمان. ورغم مؤهلات جهة الغرب الشراردة بني حسن، غير أنها تعاني اختلالات عدة، تشكل عائقا لتحقيق التنمية بها، إذ شهدت الجهة ارتفاعا كبيرا في عدد السكان الحضريين (من 27 في المائة سنة 1960 إلى 35 في المائة سنة 2004)، ما أدى إلى خلق شبكة حضرية غير متوازنة، تتكون من حوالي 15 مركزا حضريا ذات أحجام مختلفة، وتعرف جل حواضر مدن الجهة تكاثر السكن العشوائي وغير القانوني، بالإضافة إلى عدم التكافؤ بين الأحياء الشعبية والعصرية من حيث التجهيزات الأساسية. ورغم تنوع الأنشطة الاقتصادية بالجهة، فإن أغلبيتها تتمركز وسط المدن، خاصة بالقنيطرةوسيدي قاسم. ومع ذلك فإن الجهة تحتاج إلى تدعيم تنافسية مدنها وتعزيز قدرتها على استقطاب الاستثمارات. وعلى المستوى الاجتماعي، تشهد الجهة ارتفاع نسبة الفقر (15.6 في المائة)، والأمية والبطالة (10.9 في المائة)، والهشاشة (26.7 في المائة)، إلى جانب قلة المرافق العمومية ذات الإشعاع الجهوي، وعدم التوازن بين المجال القروي والحضري (تجهيزات البنية التحتية والمرفقية)، وغياب المرافق والمناطق الترفيهية والأنشطة. وفي المجال البيئي، تعاني الجهة خلال الموسم المطري خطر الفيضانات، إذ تؤدي في غالب الأحيان إلى التسبب في أضرار وخيمة، واجتاحت الفيضانات 80 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية سنة 2009. يشار إلى أن البرنامج الحكومي، أقر في جزئه المتعلق بقطاع السكنى والتعمير وسياسة المدينة، بضرورة العمل على بلورة وتفعيل مقاربة عمومية إرادية وتشاركية بخصوص سياسة المدينة، قائمة على التقائية التدخلات، بهدف تقوية القدرة الاستيعابية للمجالات الحضرية والقروية، وجعلها أكثر قدرة على إنتاج الثروة وتحقيق النمو، وبما يحقق الاندماج المجالي والتماسك الاجتماعي، من أجل تنمية بشرية مستدامة وعادلة . وتنفيذا لهذه الالتزامات، بادرت وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة بالدعوة إلى لقاءات جهوية للحوار والتشاور بمشاركة مختلف المتدخلين والمعنيين من فاعلين عموميين مؤسساتيين ومنتخبين وفاعلين خواص، ومجتمع مدني، قصد الإسهام بآرائهم واقتراحاتهم في إغناء مشروع أرضية "الاستراتيجية الوطنية لسياسة المدينة"، التي ستعرض للمصادقة في إطار منتدى وطني للحوار، تتويجا للقاءات التشاورية الجهوية.