اختار حميد شباط، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، تخليد احتفالات المركزية النقابية باليوم العالمي للشغل، الذي يصادف فاتح ماي من كل سنة، بالعاصمة العلمية فاس، التي يوجد بها عدد كبير من أنصاره والموالين له فيما عممت كلمة للاتحاد العام للشغالين لتلاوتها في حوالي 71 مدينة مغربية، يوجد بها أنصار ومنخرطو المركزية النقابية. وخاطب شباط أنصاره في العيد العمالي، الذي خلدته المركزية النقابية تحت شعار "مع الشعب إلى الأبد"، مطلقا عبارات نارية صوب الحكومة الحالية، مطالبا إياها بتفعيل إجراءات سريعة لطمأنة الشغيلة المغربية على ترقياتها وحوافزها، وتحسين أجورها وضمان شروط مناسبة للعمل. وأضاف زعيم المركزية المقربة من حزب الاستقلال، أن الحكومة الحالية مطوقة بأصوات الناخبات والناخبين من الطبقة الشغيلة، الذين يقدرون بالملايين، والذين ينتظرون أن ويعيشوا هذا العهد الجديد يحسوا به في حياتهم اليومية، في المعمل، والإدارة، والورشة، بتثبيت شروط العمل اللائق، والاطمئنان على منصب الشغل مع الأجر الكافي المساير للحياة، وبالاطمئنان على الحريات النقابية وممارستها كاملة في ظل القوانين. وأشار شباط إلى أن احتفال هذه السنة يكتسي صبغة خاصة، لأنه أول فاتح ماي يأتي بعد الدستور الجديد وبداية تنزيله في ظل الحكومة الجديدة، وهو الدستور الذي ناضلت من أجل دعمه الطبقات الشغيلة المغربية، التي استجمعت فيه مطامحها وآمالها في غد أفضل. ولخص شباط جل مطالب مركزيته النقابية في إكمال أجرأة كل ما اتفق حوله بمقتضى اتفاق 26 أبريل 2011، خاصة في باب تحسين الدخل برفع الحد الأدنى للأجور إلى 3000 درهم سنة 2013، ومواصلة الإصلاح الضريبي على الأجور، والعناية بالمتقاعدين، أي بعدم استثناء معاشاتهم من كل زيادة كيفما كان شكلها، وتطبيق السلم المتحرك للأسعار وللأجور. ودعا شباط إلى الإسراع بكسر تسقيف احتساب المعاش في القطاع الخاص، والإسراع أيضا، أي داخل الآجال المحددة، بتسوية الحدين في القطاع الصناعي والقطاع الفلاحي، واستكمال إصدار المراسيم التطبيقية، وإخراج ما تبقى من القوانين الأساسية بسرعة وحركية تتماشيان مع طبيعة المرحلة الجديدة. وككل سنة، جدد زعيم المركزية النقابية في العيد الأممي للعمال التأكيد على الوفاء والإخلاص لوحدة المغرب الترابية والالتفاف حول مقدساته ومساندتها لقضية فلسطين السليبة حتى إقامة دولتنا العربية فيها وعاصمتها القدس الشريف. وشهد تجمع الاتحاد الجهوي للمركزية النقابية بالدارالبيضاء المدينة العمالية، حضور شخصيات لها وزنها في المركزية النقابية، وفي حزب الاستقلال، ومن أبرزها عبد الواحد الفاسي النجل الأكبر لعلال الفاسي، وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ومنسق جهة الدارالبيضاء للحزب، ومصطفى نشيط الكاتب الجهوي للاتحاد بالدارالبيضاء، وكذا مفتشو حزب الاستقلال بالدارالبيضاء، والعديد من الأطر الحزبية والنقابية بالعاصمة الاقتصادية. ورفعت شغيلة الاتحاد العام بالدارالبيضاء التي قدرت بحوالي 400 عامل وعاملة شعارات مختلفة من قبيل الأسعار غليتوها والأجور نسيتوها، والإضراب حق مشروع ضد القهر وضد الجوع، والأراضي فوتوها والمعامل سديتوها، وفلسطين عربية والصحراء مغربية... وقال مصطفى نشيط، كاتب جهة البيضاء للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، في تصريح ل"المغربية" صباح أمس الثلاثاء، إن "الحق في الإضراب هو الحق الوحيد الذي تبقى للشغيلة المغربية في وقت كنا ننتظر فيه من الحكومة المغربية الوفاء بوعودها في رفع الحد الأدنى للأجور إلى 3000 درهم، لكن للأسف الظروف الاقتصادية وسنة الجفاف على ما أعتقد كانت حائلا دون بلوغ هذا المراد، ومع ذلك تبقى كرامة الشغيلة أساسية ولن نتراجع عن الحقوق والمكتسبات". وحول غياب شباط عن احتفالات المركزية النقابية في الدارالبيضاء، أكد نشيط، أن حميد شباط صرح عندما انتخب على رأس النقابة أنه قرر الاحتفال بالعيد الأممي كل سنة في مدينة معينة خصوصا بالمدن التي توجد بها مقرات للاتحاد العام للشغالين بالمغرب. ودعا الكاتب الجهوي الحكومة المغربية إلى إجبار القطاع الخاص على احترام الحريات النقابية والحق في الإضراب وإلى تجريم المؤسسات، التي تطرد العمال وتحرمهم من أبسط حقوقهم. وأشار نشيط إلى أن الإضراب رغم أنه يضر بمصالح المواطنين يبقى الوسيلة الوحيدة للدفاع عن المطالب، والتي لن تنتزع إلا بالإضراب، علما أن قانون الإضراب سجل فيه تراجع كبير عن حقوق الطبقة العاملة، وفيه تهديد ومس بمكتسبات الشغيلة المغربية.