أفادت مصادر طبية من مصلحة علاج أمراض الدم وسرطانات الأطفال، بمستشفى 20 غشت، التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد، "المغربية"، أن المصلحة تواجه، حاليا، نفادا في مخزون عدد من أنواع الأدوية الخاصة بعلاج أمراض السرطان عند الأطفال ولا تتوفر على تركيبات دوائية تعوضها، ما يؤثر على السير العادي لتلقي العلاجات، ويعسر على الأطفال إتمام البرنامج العلاجي. وأكدت المصادر أن الأطفال المصابين بالسرطان، يعانون مشاكل متنوعة بسبب نفاد مخزون الأدوية، أو حدوث توقف متكرر فيها، ما ينتج عنه عودة المرض لدى بعض المصابين أو حدوث انتكاسة لدى البعض الآخر. وأوضحت المصادر نفسها أن الأمر يتعلق بدواء purinéthol، وهو دواء خاص بعلاج سرطان "اللوكيميا" الحادة، أو ما يعرف علميا ب"اللوسيمي" الحاد، وهو دواء مهم ورئيسي في النظام العلاجي ل"اللوكيميا"، لا يوجد له دواء جنيس، أو تركيبة تعوضه، إلى جانب دواء "Actinomycine D "، الذي توقف تسويقه في الصيدليات، منذ 6 سنوات، وهو دواء رئيسي ضمن البروتوكول العلاجي الموجه للأطفال المصابين بسرطان الكلي، له وظيفة علاجية مهمة، تتمثل في وقف تطور الخلية السرطانية. وأضافت المصادر ذاتها غياب دواءMethotréxate 500 mg، الخاص بعلاج مجموعة من الأمراض السرطانية، منها "اللوكيميا" و"اللمفوم"، المعروف وسط عموم الناس ب"الولسيس"، وأنواع أخرى من أمراض سرطان العظام، إلى جانب النفاد المتكرر لدواء ALKERAN، سواء من فئة الأقراص أو الحقن، وهو خاص بعلاج سرطانات العظام عند الأطفال. وأبرزت المصادر أن من بين الأدوية التي تغيب بشكل نهائي عن سوق الأدوية في المغرب، دواء chloraminophène وnatulan، هذا الأخير، الذي يعتبر العلاج الرئيسي لمكافحة الخلية السرطانية لمرض "الولسيس"، وهو عبارة عن أقراص من فئة 50 ميليغراما، لا يتوفر بديلا له في المغرب. وأوضحت المصادر أنه في كثير من الأحيان، تمنح للمرضى آجال آخرى لاتمام العلاج، وفي أحسن الأحيان، يتدخل الأطباء بطرقهم الخاصة لتوفير بعض الأدوية لمرضاهم من خلال معارفهم في الخارج. وذكرت المصادر أن الأطباء المتخصصين في الأمراض السرطانية عند الأطفال، يطالبون الحسين الوردي، وزير الصحة، بالتدخل العاجل لوقف معاناة المرضى، من خلال كل التدابير التي من شأنها الضغط على الشركات المستوردة للأدوية لضمان توفرها في المغرب، والإعلان عن مدى توفرها على مخطط بديل لضمان توفر هذه الأدوية في المغرب. وأشارت المصادر إلى أن الأطباء يطالبون بلقاء مع وزير الصحة، للحديث معه حول هذا الموضوع، والنقاش حول إشكالات أخرى تعيق السير العادي لعلاج الأمراض السرطانية عند الأطفال، منها النقص الحاد في أكياس الدم على مستوى مركز تحاقن الدم في الدارالبيضاء. وفسرت المصادر أسباب الغياب المتكرر في هذه الأدوية، إلى عدم انخراط الشركات المستوردة، لهذه النوعية من الأدوية، في ضمان توفرها في الصيدليات، بسبب العائد البسيط الذي تحصده من مبيعاتها، بالنظر إلى كلفتها المنخفضة التي تتراوح ما بين 50 و100 درهم. من جهة أخرى، تحدثت مصادر طبية من مصلحة أمراض الدم والسرطان بمستشفى الأطفال في الرباط، ل"المغربية"، عن غياب مجموعة أخرى من الأدوية المهمة، التي تشكل البروتوكول العلاجي الأساسي لمكافحة مجموعة من الأمراض السرطانية، منها دواء "Hydroxyurée"، المعروف بالاسم التجاري "Hydrea"، عبارة عن أقراص من فئة 500 ميليغرام، يدخل ضمن التركيبة العلاجية الأساسية لعلاج سرطان الدم، أو ما يعرف ب "اللوكيميا" الحاد، كما يدخل ضمن علاج مرضى فقر الدم المنجلي، ويخفف عنهم الآلام الخطيرة التي تنتابهم، ويحسن جودة حياتهم. وهو دواء اختفى من المغرب، منذ قرابة سنة، كان يباع في الصيدليات ب60 درهما.